• وأخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (٢٨٧٢) وابن حبان رقم (٣٧٤٩) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ﷺ: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة … "، وهو حديث حسن، والله أعلم. • وأخرج أحمد في المسند (٢/ ٢٣٦) والبخاري رقم (٧٣٣٥) وابن عبد البر (٢/ ٢٨٦ - تيمية). عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة … " اهـ. وهو حديث صحيح، والله أعلم. - قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٧/ ٣٢٣ - ٣٢٤): "وفي هذا الحديث معنى يجب أن يُوقف عليه، وهو قوله ﷺ: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"، على ما في أكثر هذه الآثار، وعلى ما في سواه منها: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، فكان تصحيحهما يجبُ به أن يكون بيتُه هو قبره، ويكونَ ذلك علامة من علامات النبوة جليلة المقدار، لأنَّ الله ﷿ قد أخفَى على كُلِّ نفس سواه ﷺ الأرض التي يموت فيها بقوله جلَّ وعز في كتابه: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [لقمان: ٣٤] فأعلمه ﷿ الموضعَ الذي فيه يموت، والموضع الذي فيه قبرُه، حتى عَلِمَ ذلك في حياته، وحتى أعلمه من أعلمه من أمته، فهذه منزلةٌ لا منزلةَ فوقَها، زادَه الله شرفًا وخيرًا، والله ﷿ نسألُه التوفيق" اهـ .. • وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" ص ٨٤: "والثابت عنه ﷺ أنه قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، هذا هو الثابت في "الصحيح"، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: "قبري" وهو ﷺ حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعدُ صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا لم يحتجَّ بهذا أحد من الصحابة، إنما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًا في محل النزاع، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي صلوات الله عليه وسلامه" اهـ. (١) وهو حديث صحيح. أخرجه الترمذي رقم (٣٠١٣) و (٣٢٩٢) وأحمد (٢/ ٤٣٨) وابن أبي شيبة في المصنف (١٣/ ١٠١ - ١٠٢) وهناد في "الزهد" رقم (١١٣) وابن حبان رقم (٧٤١٧) والحاكم (٢/ ٢٩٩) وأبو نعيم في صفة الجنة رقم (٥٣) والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٣٨٩) والبغوي في شرح السنة رقم (٤٣٧٢) من طرق. (٢) في المحلى (٧/ ٢٨٣).