للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وهزم الأحزاب وحده) معناه هزمهم بغير قتال من الآدميين ولا سبب من جهتهم، والمراد بالأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله يوم الخندق وكان الخندق في شوال سنة أربع من الهجرة وقيل: سنة خمس.

قوله: (حتى انصبَّت قدماهُ في بطن الوادي)، هكذا في جميع نسخ مسلم كما [نقله] (١) القاضي (٢). قال: وفيه إسقاط لفظة لا بد منها وهي حتى انصبت قدماه رمل في بطن الوادي، فسقطت لفظة "رمل" ولا بد منها، وقد ثبتت هذه اللفظة في غير رواية مسلم، وكذا ذكرها الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٣)، وفي الموطأ (٤): "حتى انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى خرج منه"، وهو بمعنى رمل.

قال النووي (٥): وقد وقع في بعض نسخ صحيح مسلم (٦): حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، كما وقع في الموطأ (٤) وغيره.

وفي هذا الحديث استحباب السعي في بطن الوادي حتى يصعد ثم يمشي باقي المسافة إلى المروة على عادة مشيه، وهذا السعي مستحب في كل مرة من المرات السبع في هذا الموضع، والمشي مستحب فيما قبل الوادي وبعده، ولو مشى في الجميع أو سعى في الجميع أجزأه وفاتته الفضيلة، وبه قال الشافعي (٧) ومن وافقه.

وقال مالك (٨) فيمن ترك السعي الشديد في موضعه تجب عليه الإعادة، وله رواية أخرى موافقة لقول الشافعي.

قوله: (إذا صعِدنا) بكسر العين.

قوله: (ففعل على المروة كما فعل على الصفا)، فيه دليل على أنه يستحب عليها ما يستحب على الصفا من الذكر والدعاء والصعود.


(١) ما بين الخاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٢) عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٤/ ٢٧٢).
(٣) الجمع بين الصحيحين، للإمام محمد بن فتوح الحميدي (٢/ ٣٧٤).
(٤) (١/ ٣٧٤ - ٣٧٥ رقم ١٣١).
(٥) في شرحه لصحيح مسلم (٨/ ١٧٨).
(٦) برقم (١٤٧/ ١٢١٨).
(٧) المجموع (٨/ ١٠١). والأم (٣/ ٥٤٣).
(٨) المنتقى للباجي (٢/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>