للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذهب الأكثر إلى أن من الصفا إلى المروة شوط ومنها إليه شوط آخر.

وقال الصيرفي (١) وابن خيران (٢) وابن جرير (٣): بل من الصفا إلى الصفا شوط (٤)، ويدل على الأول ما في حديث جابر أنه فرغ من آخر سعيه بالمروة.

قوله: (لما دنا من الصفا قرأ) إلخ، فيه دليل على أنها تستحب قراءة هذه الآية عند الدنوّ من الصفا وأنه يستحب صعود الصفا واستقبال القبلة والتوحيد والتكبير والتهليل وتكرير الدعاء والذكر بين ذلك ثلاث مرات.

وقال جماعة من أصحاب الشافعي (٥): يكرر الذكر ثلاثًا والدعاء مرتين فقط. قال النووي (٦) والصواب الأول.


(١) هو الإمام الكبير أبو بكر، محمد بن عبد الله، الصيرفيّ. أحد كبار أصحابنا المتقدمين أصحاب الوجوه. تفقه على إمام المذهب ابن سريج. وكان من أعلم الناس بالأصول بعد الإمام الشافعي كما قال أبو بكر القفال. كما كان ذا نبوغ في النظر والقياس.
وله مصنفات عديدة منها: - شرح رسالة الشافعي في الأصول.
- كتاب في الإجماع. توفي عام (٣٣٠ هـ).
[طبقات ابن السبكي (٣/ ١٨٦) شذرات الذهب (٢/ ٣٢٥) الوافي بالوفيات (٣/ ٣٤٦) تاريخ بغداد (٥/ ٤٤٩) والاجتهاد. وطبقات مجتهدي الشافعية" ص ١٣٩].
(٢) هو الإمام أبو علي، الحسين بن صالح بن خيران. أحد عمداء أصحابنا أصحاب الوجوه؛ جالس ابن سريج في العلم، وأدرك مشايخه، وكان يعيب عليه توليه القضاء.
عرض القضاء على ابن خيران في بغداد في خلافة (المقتدر) فأباه، فحبس في بيته بضعة عشر يومًا فصبر على ذلك وأصر على امتناعه حتى أُعفي من تلك المهمة. وفاته: سنة (٣٢٠ هـ).
[طبقات ابن السبكي (٣/ ٢٧١) وتاريخ بغداد (٨/ ٥٣) وشذرات الذهب (٢/ ٢٨٧) والاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية ص ١٣٥ - ١٣٦].
(٣) هو الإمام المجتهد أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري.
أخذ فقه الشافعي عن الربيع المرادي، والحسن الزعفراني.
قال ابن سريج: محمد بن جرير الطبري فقيه العالم.
وقال ابن خزيمة: ما أعلمُ على أديم الأرض أعلم من ابن جرير.
وله مصنفات عدة. منها: "جامع البيان عن تأويل أي القرآن". ومنها: "تاريخ الرسل والملوك. وغيرهما …
[طبقات ابن السبكي (٣/ ١٢٠) وتاريخ بغداد (٢/ ١٦٢) وشذرات الذهب (٢/ ٢٦٠) والوافي بالوفيات (٢/ ٢٨٤) والاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية ص ٧٣ - ٧٦].
(٤) المجموع (٨/ ٩٦) وتعقبهم النووي بقوله: وهذا غلط ظاهر.
(٥) المجموع (٨/ ٩٣) وشرح مسلم للنووي (٩/ ١٧٧).
(٦) في شرحه لصحيح مسلم (٨/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>