للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحق أنه واجب لما قدمنا من [أن] (١) أفعاله بيان لمجمل واجب وهو قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾ (٢)، وقوله : "خذوا عني مناسككم" (٣).

قوله: (على راحلته) استدل به على أن رمي الراكب لجمرة العقبة أفضل من رمي الراجل وبه قالت الشافعية (٤) والحنفية (٥) والناصر والإمام يحيى (٦).

وقال الهادي والقاسم (٧): إن رمي الراجل أفضل. وأجابوا عن الحديث بأنه كان راكبا لعذر الازدحام.

قوله: (لتأخذوا) بكسر اللام، قال النووي (٨): هي لام الأمر، ومعناه خذوا مناسككم.

قال (٩): وهكذا وقع في رواية غير مسلم وتقدير الحديث أن هذه الأمور التي أَتيت بها في حَجَّتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته والمعنى: اقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس.

قال النووي (١٠) وغيره: هذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج، وهو نحو قوله في الصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (١١).

قال القرطبي (١٢): ويلزم من هذين الأصلين أن الأصل في أفعال الصلاة والحج الوجوب إلا ما خرج بدليل كما ذهب إليه أهل الظاهر وحكي عن الشافعي انتهى.


(١) ما بين الخاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٢) سورة آل عمران: الآية (٩٧).
(٣) تقدم مرارًا وهو حديث صحيح.
(٤) المجموع (٨/ ١٧٨).
(٥) حاشية ابن عابدين (٣/ ٤٨١) والبناية في شرح الهداية (٤/ ١٥٦ - ١٥٧).
(٦) البحر الزخار (٢/ ٣٤١).
(٧) البحر الزخار (٢/ ٣٤٠).
(٨) في شرحه لصحيح مسلم (٩/ ٤٥).
(٩) أي النووي في شرحه لصحيح مسلم (٩/ ٤٥).
(١٠) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ٤٩).
(١١) تقدم تخريجه برقم (٦٦٣) من كتابنا هذا.
(١٢) في "المفهم" (٣/ ٣٩٩ - ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>