كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[رابعا]: أبواب دخول مكة وما يتعلق به - [الباب الحادي والعشرون] باب المبيت بمنى ليال منى ورمي الجمار في أيامها - ج: 9 - ص: 371

ومنه ما أخرجه أحمد (١) وأصحاب السنن (٢) وابن حبان (٣) والحاكم (٤) عن عاصم بن عدي "أن رسول الله ﷺ رخص للرعاء أن يتركوا المبيت بمنى" وسيأتي (٥).

والتعبير بالرخصة: يقتضي أن مقابلها عزيمة، وأن الإذن وقع للعلة المذكورة، وإذا لم توجد أو ما في معناها لم يحصل.

وقد اختلف في وجوب الدم لتركه، فقيل: يجب عن كل ليلةٍ دم، روي ذلك عن المالكية (٦).

وقيل: صدقة بدرهم.

وقيل: إطعام.

وعن الثلاث دم، هكذا روي عن الشافعي (٧)، وهو رواية عن أحمد (٨)، والمشهور عنه (٨) وعن الحنفية (٩) لا شيء عليه.

قوله: (يكبر مع كل حصاة) حكى الماوردي (١٠) عن الشافعي أن صفته؛ الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

---

(١) في المسند (٥/ ٤٥٠) بسند صحيح.
(٢) أبو داود رقم (١٩٧٥) والترمذي رقم (٩٥٥) والنسائي رقم (٣٠٦٩) وابن ماجه رقم (٣٠٣٧).
(٣) في صحيحه رقم (٣٨٨٨).
(٤) في المستدرك (١/ ٤٧٨).
قلت: وأخرجه ابن خزيمة رقم (٢٩٧٥)، و (٢٩٧٩) والطبراني في الكبير (ج ١٧ رقم ٤٥٣) والبيهقي (٥/ ١٥٠) وابن عبد البر في "التمهيد" (١٧/ ٢٥٣، ٢٥٦ - تيمية) والبغوي في شرح السنة رقم (١٩٧٠). والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٤٧٧).
وهو حديث صحيح.
(٥) برقم (٢٠٤٢) من كتابنا هذا.
(٦) المنتقى للباجي (٣/ ٤٥) وتهذيب المدونة (١/ ٥٣٩).
(٧) الأم (٣/ ٥٦٢) والمجموع (٨/ ٢٢٣).
(٨) المغني (٥/ ٣٢٥ - ٣٢٦).
(٩) البناية في شرح الهداية (٤/ ١٥٧).
(١٠) حكاه عنه النووي في المجموع (٨/ ١٧٠).