للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث: "لا تتخذوا قبري عيدًا". رواه عبد الرزاق (١).

قال النووي (٢) في شرح مسلم: اختلف العلماء في شد الرحل لغير الثلاثة كالذهاب إلى قبور الصالحين وإلى المواضع الفاضلة، فذهب الشيخ أبو محمد الجويني إلى حرمته، وأشار عياض إلى اختياره، والصحيح عند أصحابنا أنه لا يحرم ولا يكره، قالوا: والمراد أن الفضيلة الثابتة إنما هي شد الرحل إلى هذه الثلاثة خاصة، انتهى.

وقد أجاب الجمهور عن حديث شد الرحل بأن القصر فيه إضافي باعتبار المساجد لا حقيقي.

قالوا: والدليل على ذلك أنه قد ثبت بإسناد حسن في بعض ألفاظ الحديث "لا ينبغي للمطي أن يُشَدَّ رحالها إلى مسجد تُبتغى فيه الصلاة غير مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى" (٣).


= • وانظر الرسالة المسماة (مسألة: عقدت للكلام على الحديث الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"). تأليف: محمد بن إسماعيل الأمير. في المجلد الرابع من كتاب "عون القدير من فتاوى ورسائل ابن الأمير" بتحقيقي.
(١) في المصنف رقم (٢٧٢٦).
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٣٤٥) عن ابن عجلان، عن سهل، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال: ورأى رجلًا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله يدعو له ويصلى عليه، فقال حسن للرجل: لا تفعل فمن رسول الله قال: "لا تتخذوا بيتي عيدًا … " وهو مرسل. وسهل ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٤٩) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
• وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (٢/ ٣٦٧) وأبو داود رقم (٢٠٤٢) مرفوعًا: "لا تتخذوا قبري عيدًا … "، وهو حديث حسن.
• وله شاهد آخر أخرجه إسماعيل الجهضمي في "فضل الصلاة على النبي " رقم (٢٠) وأبو يعلى في المسند رقم (٢٠٩/ ٤٦٩).
وخلاصة القول: أن الحديث بهذه الطرق صحيح، والله أعلم.
(٢) في شرحه لصحيح مسلم (٩/ ١٦٨).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٦٤) بسند ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٣) وقال: هو في الصحيح بنحوه، وإنما أخرجته لغرابة لفظه، ورواه أحمد، وشهر فيه كلام، وحديثه حسن.
وهو حديث حسن، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>