للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قال] (١): "إن رسول الله كان ينهانا عن كثير من الإِرفاه (٢) وفي ترك الترجيل الأيام نوع من البذاذة" (٣)، وقد ثبت عند أبي داود (٤) وابن ماجه (٥) من حديث أبي أمامة قال: ذكر أصحاب رسول الله يومًا عنده الدنيا فقال رسول الله : "ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإِيمان، إن البذاذة من الإِيمان". قال أبو داود في سننه (٦): إن البذاذة التقحل. وفي النهاية (٧): "قَحِل: إذا التزَق جلْدُه بعَظْمِه من الهُزال والبِلى" انتهى. والإرْفَاهِ الاستكثار من الزينة، وأن لا يزال يهيء نفسه، وأصله من الرِّفْه، [وهو] (٨): أَن ترد الإِبل الماء كل يوم فإذا وردت يومًا ولم ترد يومًا فذلك الغب، قاله الخطابي في المعالم (٩). وحديث أبي أمامة، في إسناده محمد بن إسحاق، ولم يصرح بالتحديث، بل عنعن، وفيه مقال مشهور (١٠). وقال أبو عمر النمري (١١): إنه اختلف في إسناد هذا الحديث اختلافًا سقط معه الاحتجاج ولا يصح من جهة الإِسناد.

٣٣/ ١٥٠ - (وَعَنْ أبي قَتادةَ أنَّهُ كانَتْ له جُمَّةٌ ضَخْمَة فسأل النَّبيَّ فَأَمَرَهُ


= وهو حديث صحيح.
(١) زيادة من (أ).
(٢) الإرْفَاه: هو كثرةُ التَّدَهُّن والتَّنَعُّم. وقيل: التَّوسُّع في المشرَب والمطْعَم، وهو من الرِّفه: وِرْد الإبل، وذاك أن تَرِد الماءَ متى شاءَت، أرادَ ترك التَّنَعُّم والدِّعة ولينِ العيش؛ لأنه من زِيّ العَجم وأرباب الدّنيا.
[النهاية: (٢/ ٢٤٧)].
(٣) البذاذَة: رَثَاثة الهيئة. يقال: بَذُّ الهيئة وبَاذُّ الهيئة: أي رَثُّ اللِّبْسة، أراد التواضع في اللباس وترك التَّبَجُّح به.
[النهاية: (١/ ١١٠)].
(٤) في سننه (٤/ ٣٩٣ رقم ٤١٦١).
(٥) في سننه (٢/ ١٣٧٩ رقم ٤١١٨).
وحكم الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٣٦٨) على هذا الحديث بأنه صحيح. وصححه الألباني أيضًا.
(٦) (٤/ ٣٩٤).
(٧) لابن الأثير (٤/ ١٨).
(٨) في (ب) و (جـ): (وهي).
(٩) (٤/ ٣٩٣ - هامش السنن).
(١٠) انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٥٠٤ - ٥٠٧).
وقال الحافظ في "التقريب" (٥٧٢٥): "صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر".
(١١) في "التمهيد" (٢٤/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>