للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال النخعي (١) وأبو حنيفة (٢): لا ضحية على المسافر.

قال النووي (٣): وروي هذا عن علي .

وقال مالك (٤) وجماعة: لا تشرع للمسافر بمنى ومكة، والحديث يرد عليهم.

قوله: (حشمًا) قال أهل اللغة (٥): الحشم بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة، هم اللائذون بالإنسان يخدمون ويقومون بأموره.

وقال الجوهري (٦): هم خدم الرجل ومن يغضب له، سموا بذلك لأنهم يغضبون له، والحشمة الغضب ويطلق على الاستحياء، ومنه قولهم: فلان لا يحتشم أي لا يستحي، ويقال: حشمته وأحشمته إذا أغضبته وإذا أخجلته فاستحى لخجله.

قال النووي (٧): وكأن الحشم أعم من الخدم، فلهذا جمع بينهما في هذا الحديث، وهو من باب ذكر الخاص بعد العام.

وفي القاموس (٨) الحشمة بالكسر: الحياء والانقباض احْتَشَمَ منه وعنه وحَشَمَهُ وأحْشَمَهُ أخْجَلَهُ، وأن يجلِسَ إليكَ الرجلُ فتؤذْيهِ وتُسمِعُهُ ما يَكْرَهُ، ويضمُّ حَشَمُهُ يَحْشُمُهُ ويحشِمُهُ وكفرِحَ غضِبَ وكسمعه أغضبه كأحشمه وحشمه. وحشمة الرجل وحشمه محركتين، وأحشامه خاصته الذين يغضبون له، والحشم محركة للواحد والجمع وهو العيال والقرابة أيضًا، انتهى.

قوله: (فكلوا ما بدا لكم) فيه دليل على عدم تقدير الأكل بمقدار، وأن للرجل أن يأكل من أضحيته ما شاء وإن كثر ما لم يستغرق، بقرينة قوله: (وأطعموا).


(١) حكاه عنه النووي في شرح مسلم (١٣/ ١٣٤).
(٢) البناية في شرح الهداية (١١/ ٢٣).
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (١٣/ ١٣٤).
(٤) التهذيب في اختصار المدونة (٢/ ٤٢).
(٥) النهاية لابن الأثير (١/ ٣٩١).
(٦) في الصحاح (٥/ ١٩٠٠).
(٧) في شرحه لصحيح مسلم (١٣/ ١٣٣).
(٨) القاموس المحيط ص ١٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>