للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث دلالة على أنه أفضل أيام السنة، ولكنه يعارض حديث: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة".

وقد تقدم في أبواب الجمعة (١) وتقدم الجمع.

ويعارضه أيضًا ما أخرجه ابن حبان في صحيحه (٢) عن جابر قال: قال رسول الله : "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فلم ير يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة".

وقد ذهبت الشافعية إلى أنه أفضل من يوم النحر. ولا يخفى أن حديث الباب ليس فيه إلا أن يوم النحر أعظم، وكونه أعظم وإن كان مستلزمًا لكونه أفضل، لكنه ليس كالتصريح بالأفضلية كما في حديث جابر، إذ لا شك أن الدلالة المطابقية أقوى من الالتزامية، فإن أمكن الجمع بحمل أعظمية يوم النحر على غير الأفضلية فذاك وإلا يمكن، فدلالة حديث جابر على أفضلية يوم عرفة أقوى من دلالة حديث عبد الله بن قرط على أفضلية يوم النحر.

قوله: (ثم يوم القر) (٣) بفتح القاف وتشديد الراء، وهو اليوم الذي يلي يوم النحر سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى.

وقد فرغوا من طواف الإفاضة والنحر فاستراحوا، ومعنى قروا: استقروا، ويسمى يوم النفر الأول ويوم الأكارع.


(١) عند الحديث رقم (١١٩٦) من كتابنا هذا.
(٢) في صحيحه رقم (٣٨٥٣) وهو حديث ضعيف.
انظر: "الضعيفة" رقم (٦٧٩) والإرواء (٣/ ٤٠٠).
وقد صح منه جملة النزول والمباهاة من حديث عائشة عند مسلم في صحيحه رقم (١٣٤٨) والنسائي (٥/ ٢٥١ - ٢٥٢) وابن ماجه رقم (٣٠١٤) بلفظ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ " اهـ.
وانظر: "الصحيحة" رقم (٢٥٥١) وضعيف الموارد رقم (١٢٠/ ١٠٠٦).
(٣) النهاية لابن الأثير (٤/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>