للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الغزالي: لا بأس به لمن أراد التنظيف وفيه رد على من كرهه لما رواه الدارقطني في "الإِفراد" (١) عن النبي أنه قال: "لا توضع النواصي إلا في حج أو عمرة"، ولقول عمر لصَبِيغ (٢): لو وجدتك محلوقًا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف (٣). ولحديث الخوارج (٤) إن سيماهم التحليق (٥)، قال أحمد (٦): إنما كرهوا الحلق بالموسى، أما بالمقراض (٧) فليس به بأس لأن أدلة الكراهة تختص بالحلق (٨).


(١) عزاه إليه ابن قدامة في "المغني" (١/ ١٢٢).
اسم الكتاب: (الأفراد والغرائب من حديث رسول الله ". وهو في مئة جزء. قال السخاوي في "فتح المغيث" (١/ ٢٠٧): "وكتاب الدارقطني حافل في مئة جزء حديثية، سمعتُ منه عدَّة أجزاء".
وقد رتَّب الأفراد على الأطراف: أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت: ٥٠٧ هـ) وسمّاه: "أطراف الغرائب والأفراد".
(انظر: "معجم المصنفات" ص ٦٩ رقم ١٠٧).
(٢) هو صَبِيغ بن عِسْل. له إدراك وقصته مع عمر مشهورة.
[انظر: "الإصابة" (٣/ ٣٧٠ - ٣٧٢ ت ٤١٤٣ ز].
(٣) قصة صبيغ مع عمر ذكرها الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٣٧٠ - ٣٧٢).
(٤) الخوارج: سموا بهذا الاسم، لخروجهم على الإمام علي ، ونزلوا بأرض يقال لها حروراء فسموا بالحرورية، وهم الذين يكفرون أصحاب الكبائر، ويقولون بأنهم مخلدون في النار. كما يقولون بالخروج على أئمة الجور وأن الإمامة جائزة في غير قريش وهم يكفرون عثمان وعليًّا وطلحة والزبير وعائشة ، ويعظمون أبا بكر وعمر . [الملل والنحل. للشهرستاني (١/ ١١٤ - ١١٥)، ومقالات الإسلاميين ص ٨٦].
(٥) وصف الخوارج بالتحليق أو التسبيد، وثبت في الحديث الذي أخرجه البخاري (١٣/ ٥٣٥ - ٥٣٦ رقم ٧٥٦٢) عن أبي سعيد ولفظه: "قيل: ما سيماهم؟ قال التحليق. أو قال: التسبيد".
وقد فسر ابن حجر في "الفتح" (١٣/ ٥٣٧): التسبيد بأنه التحليق، وقيل: أبلغ منه، وهو بمعنى الاستئصال. وقيل: هو ترك دهن الشعر وغسله.
وأخرجه مسلم رقم (١٠٦٤).
(٦) أخرجه الخلال في "كتاب الترجل من كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد بن حنبل" (ص ٩١ رقم ٤٠).
(٧) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٧٨) عن بعض العلماء أن حلق الرأس بالموسى لم يكن معروفًا في غير الحج والعمرة، وإنما كان المعروف عندهم قص الرأس بالجلمين.
- والجلمين: مثنى جلم، وهو الأداة التي يجز بها الشعر والصوت وتشبه المقص.
والجلمان: شفرتاه، كما يقال: المقراض والمقراضان. انظر: "لسان العرب" (٢/ ٣٣٩) مادة جلم.
(٨) قلت: أما حكم حلق شعر الرأس فإنه يختلف باختلاف الداعي إليه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>