للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحسَّنَ إسناده الحافظ، وصحَّحه الحاكم (١) عن سهل بن سعد مرفوعًا بلفظ: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".

وله شاهد عند أبي نعيم (٢) من حديث أنس ورجاله ثقات.

والمشهور عند أبي داود عدّ حديث: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه" (٣)، مكان حديث "ازهد" المذكور.

وعد حديث الباب بعضهم ثالث ثلاثة، وحذف الثاني، وأشار ابن العربي أنه يمكن أن ينتزع منه وحده جميع الأحكام.

قال القرطبي (٤): لأنه اشتمل على التفصيل بين الحلال وغيره. وعلى تعلق جميع الأعمال بالقلب، فمن هناك يمكن أن ترد جميع الأحكام إليه.

وقد ادعى أبو عمرو الداني (٥) أن هذا الحديث لم يروه عن النبي غير النعمان بن بشير، فإن أراد من وجه صحيح فمسلم، وإن أراد على الإطلاق فمردود (٦).


= الإسناد، وقال: ليس له أصل من حديث الثوري … ".
(١) في المستدرك (٤/ ٣١٣) وقال: "صحيح الإسناد" فرد الذهبي بقوله: "خالد وضَّاع".
قلت: قد توبع خالد وورد مرسلًا، فلذا أورده الألباني في "صحيحته" رقم (٩٤٤).
وخلاصة القول: أن الحديث حسن لغيره، والله أعلم.
(٢) في "الحلية" (٨/ ٤١) بسند جيد.
ولفظه: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وأما الناس فانبذ إليهم هذا يحبوك"، وانظر: "الصحيحة" (٢/ ٦٢٥ - ٦٢٨).
(٣) أخرج البخاري رقم (٦٨٥٨) مسلم رقم (١٣٣٧).
عن أبي هريرة قال: قال النبي : "دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
(٤) في "المفهم" (٤/ ٤٩٩ - ٥٠٠).
(٥) هو عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، يقال له: ابن الصيرفي من موالي بني أمية، أحد حفاظ الحديث، ومن الأئمة في علم القرآن وروايته وتفسيره.
[الأعلام للزركلي (٤/ ٢٠٦)].
(٦) قال الحافظ في "فتح الباري" (١/ ١٢٦): "فائدة: ادعى أبو عمرو الداني أن هذا الحديث لم يروه عن النبي النعمان بن بشير، فإن أراد من وجه صحيح، فمسلم؛ وإلا فقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>