للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (لا تُصِرّوا) بضم أوله وفتح الصاد المهملة وضم الراء المشددة: من صرَّيت اللبن في الضَّرع إذا جمعته، وظنَّ بعضهم: أنه من صررت، فقيَّده بفتح أوله وضمِّ ثانيه.

قال في الفتح (١): والأوّل أصحّ، قال: لأنه لو كان من صررت لقيل: مَصْرُورة [أو مصرَّرَة] (٢) لا مصراة، على أنه قد سُمِعَ الأمران في كلام العرب، ثم استدلّ على ذلك بشاهدين عربيين (٣).

ثم قال (٤): وضبطه بعضهم بضم أوّله وفتح ثانيه بغير واو على البناء للمجهول، والمشهور الأوّل، اهـ.

قال الشافعي (٥): التصرية: هي ربط أخلاف الشاة، أو الناقة، وترك حلبها حتى يجتمع لبنها فيكثر فيظنُّ المشتري أن ذلك عادتها فيزيد في ثمنها لما يرى من كثرة لبنها.

وأصل التصرية حبس الماء يقال منه صريت الماء: إذا حبسته. [قال أبو عبيد (٦)] (٧) وأكثر أهل اللغة: التصرية: حبس اللبن في الضرع حتى يجتمع، وإنما اقتصر على ذكر الإبل والغنم دون البقر لأن غالب مواشيهم كانت من الإبل والغنم، والحكم واحد خلافًا لداود.

قوله: (فمن ابتاعها بعد ذلك)، أي: اشتراها بعد التصرية.


(١) في "الفتح" (٤/ ٣٦٢).
(٢) ما بين الخاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٣) أي استدل الحافظ في "الفتح" (٤/ ٣٦٢) بشاهدين عربيين، وهما:
(الأول): قال الأغلب العجلي:
رَأَتْ غُلَامًا قَدْ صَرَى في فِقْرَتِه: … ماءَ الشَّبَابِ عُنْفُوَانَ شِرَّتهِ
وفي "الفتح" "سيرته" بدل "شِرَّتِه".
(الثاني): وقال مالك بن نويرة:
فقلت لقومي هذه صدقاتكم: … مصررة أخلافها لم تحرر
(٤) أي الحافظ في "الفتح" (٤/ ٣٦٢).
(٥) "الوسيط في المذهب" للغزالي (٣/ ١٢٢).
(٦) في غريب الحديث (٢/ ٢٤١ - ٢٤٢) لأبي عبيد.
(٧) في المخطوط (أ): (قال أبو عبيدة).

<<  <  ج: ص:  >  >>