للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث أخرجه أيضًا ابن ماجه (١) وسكت عنه أبو داود (٢) والمنذري (٣)، وفي إسناده أسامة بن زيد بن أسلم المدني مولى عمر، قال النسائي (٤) وغيره: ليس بالقوي، وأصل هذا الحديث في الصحيحين (٥)، وسيأتي باب أن حكم الحاكم ينفذ ظاهرًا لا باطنًا من كتاب الأقضية.

قوله: (إنكم تختصمون [إليَّ] (٦) يعني في الأحكام.

قوله: (وإنما أنا بشر) البشر يطلق على الواحد كما في هذا الحديث، وعلى الجمع نحو قوله تعالى: ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦)(٧).

والمراد إنما أنا مشارك لغيري في البشرية وإن كان زائدًا عليهم بما أعطاه الله تعالى من المعجزات الظاهرة والإطلاع على بعض الغيوب، والحصر ههنا مَجَازيٌّ (٨)، أي: باعتبار علم الباطنِ.

وقد حققه علماء المعاني (٩) وأشرنا إلى طرف من تحقيقه في كتاب الصلاة.

قوله: (أَلْحَنُ) (١٠) أي: أفطن وأعرف، ويجوز أن يكون معناه أفصح تعبيرًا عنها وأظهر احتجاجًا، فربما جاء بعبارة تخيل إلى السامع أنه محق وهو في الحقيقة مبطل، والأظهر أن يكون معناه أبلغ كما في رواية الصحيحين (١١)، أي: أحسن إيرادًا للكلام، وأصل اللحن: الميل عن جهة الاستقامة، يقال: لحن فلان في كلامه: إذا مال عن صحيح النطق، ويقال: لحنت لفلان: إذا قلت له قولًا يفهمه ويخفى على غيره لأنه بالتورية يميل كلامه عن الواضح المفهوم.


(١) في سننه رقم (٢٣١٧).
(٢) في السنن (٤/ ١٤ - ١٥).
(٣) في المختصر (٥/ ٢٠٩).
(٤) في "الضعفاء والمتروكين" رقم الترجمة (٥٤).
وانظر: الميزان (١/ ١٧٤) والتقريب (١/ ٥٢) والخلاصة ص ٢٥.
(٥) البخاري رقم (٢٦٨٠) ومسلم رقم (٤/ ١٧١٣).
(٦) في المخطوط (أ) و (ب): (إلى رسول الله ) والمثبت من مصادر الحديث.
(٧) سورة المدثر، الآية: ٣٦.
(٨) معترك الأقران (١/ ١٣٦).
(٩) انظر: البلاغة العربية (١/ ٥٢٤، ٥٣١).
(١٠) النهاية (٢/ ٥٩٣) والقاموس المحيط ص ١٥٨٧.
(١١) البخاري رقم (٢٦٨٠) ومسلم رقم (٤/ ١٧١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>