للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرعة في كثير من الأمور كما روي: "أنه تشاح الناس يوم القادسية في الأذان فأقرع بينهم سعد" (١).

قوله: (ثم ليحلل … ) إلخ، أي: ليسأل كل واحد منكما صاحبه أن يجعله في حل من قبله فإبراء ذمته.

وفيه دليل على أنه يصح الإبراء من المجهول، لأن الذي في ذمة كل واحد ههنا غير معلوم.

وفيه أيضًا صحة الصلح بمعلوم عن مجهول، ولكن لا بد مع ذلك من التحليل.

وحكى في البحر (٢) عن الناصر والشافعي (٣) أنه لا يصح الصلح بمعلوم عن مجهول.

قوله: (برأيي) هذا مما استدل به أهل الأصول على جواز العمل بالقياس (٤) وأنه حجة، وكذا استدلوا بحديث بعث معاذ (٥) المعروف.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٢/ ٩٦ رقم الباب (٩) - مع الفتح) معلقًا.
وقال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٩٦): "أخرجه سعيد بن منصور، والبيهقي من طريق أبي عبيد كلاهما عن هشيم عن عبد الله بن شبرمة قال: "تَشاح الناس في الأذان بالقادسية فاختصموا إلى سعد بن أبي وقاص، فأقرع بينهم" وهذا منقطع.
وقد وصله سيف بن عمر في "الفتوح" والطبري من طريقه عنه عن عبد الله بن شبرمة عن شقيق - وهو أبو وائل - قال: "افتتحنا القادسية صدر النهار، فتراجعنا وقد أصيب المؤذن"، فذكره وزاد: "فخرجت القرعة لرجل منهم فأذن".
(٢) البحر الزخار (٥/ ٩٥).
(٣) الأم (٤/ ٤٦٣).
(٤) إرشاد الفحول (ص ٦٥٩) بتحقيقي، والبحر المحيط (٥/ ١٦).
(٥) عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل: أن رسول الله لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟
قال: أقضي بكتاب الله، قال: "فإن لم تجد في كتاب الله"؟ قال: فبسنة رسول الله ، قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله، قال: اجتهد رأي ولا آلو، فضرب رسول الله صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله".
وهو حديث ضعيف أُعل بعلل ثلاث: الإرسال، جهالة أصحاب معاذ، جهالة الحارث بن عمرو.
أخرجه أبو داود رقم (٣٥٩٢) والترمذي رقم (١٣٢٧) والدارمي (١/ ٦٠) وأحمد (٥/ ٢٣٠، ٢٤٢) والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١١٤) والطيالسي (١/ ٢٨٦ - منحة =

<<  <  ج: ص:  >  >>