للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابن هشام (١) عن ابن عباس أنه ممن هاجر مع النبي وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين.

وقال ابن إسحاق (٢): أنه قتل يوم بدر كافرًا. وقيل: إن اسمه السائب بن يزيد وهو وهم، ويقال (٣): السائب بن نُمَيلة.

قوله: (لا تداريني ولا تماريني): أي لا تمانعني ولا تحاورني.

وفي الحديث بيان ما كان عليه النبي من حسن المعاملة والرفق قبل النبوة وبعدها.

وفيه جواز السكوت من الممدوح عند سماع من يمدحه بالحق.

٣/ ٢٣٣٧ - (وَعَنْ أبي المِنْهَالِ أن زَيْدَ بْنَ أرْقَمَ وَالبَرَاءَ بْنَ عازِبٍ كانا شَرِيكَيْن فاشْتَرَيا فِضةً بنَقْد وَنَسيئةٍ، فَبَلَغَ النَّبِي ، فأمَرَهُما أن ما كانَ بنَقْدٍ فأجيزُوهُ، وَما كانَ بنَسِيئَةٍ فَرُدُّوهُ. رَواهُ أحْمَدُ (٤) والبُخَارِيُّ بِمعْناهُ) (٥). [صحيح]

لفظ البخاري (٥): "ما كان يدًا بيد فخذوه، وما كان نسيئة فردوه".

والحديث استدل به على جواز تفريق الصفقة فيصح الصحيح منها ويبطل ما لا يصح.

وتعقب باحتمال أن يكونا عقدا عقدين مختلفين. ويؤيده ما في البخاري (٦) في باب الهجرة إلى المدينة عن أبي المنهال المذكور فذكر هذا الحديث، وفيه "قدم النبي المدينة ونحن نتبايع هذا البيع فقال: ما كان يدًا بيد فليس به بأس، وما كان نسيئة فلا يصلح".

فمعنى قوله: "ما كان يدًا بيدٍ فخذوه"، أي ما وقع لكم فيه التقابض في


= وانظر: أسد الغابة (٢/ ٣٩٣ رقم ١٩١١) والإصابة (٣/ ١٨ - ١٩ رقم ٣٠٧٢).
(١) ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (٢/ ١٤١).
وقال ابن عبد البر عقبه: "هذا أولى ما عُوِّل عليه في هذا الباب".
(٢) حكاه عنه ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٣٩٤).
(٣) قاله ابن منده وأبو نعيم - كما في أسد الغابة (٢/ ٣٩٣).
(٤) في المسند (٤/ ٣٧١).
(٥) في صحيحه رقم (٢٤٩٧، ٢٤٩٨).
(٦) في صحيحه رقم (٣٩٣٩، ٣٩٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>