للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأثر عمر أخرجه أيضًا الشافعي (١) عن الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه مثله.

وأخرجه عبد الرزاق (٢) عن معمر عن الزهري مرسلًا.

قوله: (حمى النقيع) (٣) أصل الحمى عند العرب أن الرئيس منهم كان إذا نزل منزلًا مخصبًا استعوى كلبًا على مكان عال، فإلى حيث انتهى صوته حماه من كل جانب، فلا يرعى فيه غيره ويرعى هو مع غيره فيما سواه.

والحمى: هو المكان المحمي، وهو خلاف المباح، ومعناه أن يمنع من الأحياء في ذلك الموات ليتوفر فيه الكلأ، فترعاه مواش مخصوصة [ويمنع] (٤) غيرها.

والنقيع: هو بالنون، كما ذكر المصنف.

وحكى الخطابي (٥) أن بعضهم صحَّفه فقال بالموحدة، وهو على عشرين فرسخًا (٦) من المدينة، وقدره ميل (٧) في ثمانية أميال، ذكر ذلك ابن وهب في موَطئه، وأصل النقيع كل موضع يستنقع فيه الماء (٨)، وهذا النقيع المذكور في هذا الحديث غير نقيع الخضمات الذي جمع فيه أسعد بن زرارة بالمدينة على المشهور كما قال الحافظ (٩):

وقال ابن الجوزي (١٠): إن بعضهم قال: إنهما واحد، قال: والأول أصح.

قوله: (لا حمى إلا لله ولرسوله)، قال الشافعي (١١): يحتمل معنى الحديث شيئين:


(١) في الأم (٥/ ٩٦) وفي المسند (٢/ ٢٦٣ رقم ٤٣٥ - ترتيب).
وهو أثر صحيح.
(٢) في المصنف رقم (١٩٧٥١).
(٣) النهاية في غريب الحديث (١/ ٤٣٨).
(٤) في المخطوط (ب): (وتمنع).
(٥) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٥/ ٤٥).
(٦) الفرسخ = ٥٥٤٤ م = ٥.٥٤٤ كم.
٢٠ فرسخًا = ١١٠٨٨٠ م = ١١٠.٨٨ كم.
(٧) الميل = ١٨٤٨ م = ١.٨٤٨ كم.
(٨) النهاية (٢/ ٧٨٩).
(٩) في الفتح (٥/ ٤٥).
(١٠) في غريب الحديث له (٢/ ٤٣٣).
(١١) الأم (٥/ ٩٦ - ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>