للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيهقي (١) لا من طريقه فرواه عن أبي سعيد أحمد بن محمد الصوفي، عن ابن عدي الحافظ، عن عبد الله بن سليمان الأشعث عن الحسين بن عليّ بن مهران عن عصام بن يوسف عن ابن المبارك عن ابن جريج عن سليمان بن يسار عن الزهري عن عروة عنها. إذا تقرَّرَ هذا علِمْتَ أَن المذهبَ الحقَّ وجوبُ المضمضةِ والاستنشاقِ والاستنثارِ (٢).

قوله: (ثم غَسَلَ وجْهَهُ ثلاثَ مرَّاتٍ) وكذلكَ سائر الأعضاء إلا الرأْسَ فإنَّه لم يذكر فيه العدد (٣)، فيه دليل على أن السنة الاقتصار في مسح الرأس على واحدة


(١) في السنن الكبرى (١/ ٥٢) وقال الشيخ: "ورواه إسماعيل بن بشر البلخي عن عصام نحوه إلا أنه قال: من الوضوء الذي لا تتم الصلاة إلا به" اهـ.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ١٧): "ثم أسند عن الدارقطني - (١/ ٨٤ رقم ٢) - أنه قال: تفرد به عصام ووهم فيه، والصواب عن ابن جريح عن سليمان بن موسى مرسلًا عن النبي ، ثم أخرجه الدارقطني كذلك. قال: والمرسل أصح، هكذا رواه السفيانان وغيرهما" اهـ.
وخلاصة القول أن حديث عائشة ضعيف والله أعلم.
(٢) وهذا هو الراجح. وانظر "اختيارات ابن قدامة الفقهية" (١/ ١٥٥ - ١٥٨).
وانظر كذلك "وبل الغمام على شفاء الأوام" للشوكاني بتحقيقي (١/ ٩٥ - ٩٦).
(٣) قلت: لقد ورد التثليث في مسح الرأس بأحاديث:
١ - أخرج أبو داود رقم (١٠٧) عن حمران قال: رأيتُ عثمان بن عفان توضأ، .. وقال فيه: "ومسح رأسه ثلاثًا … ، ثم قال: رأيتُ رسول الله توضأ هكذا، وقال: "من توضأ دون هذا كفاه" وهو حديث صحيح.
٢ - وأخرج أبو داود رقم (١١٠) عن شقيق بن سلمة قال: رأيتُ عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح رأسه ثلاثًا، ثم قال: رأيتُ رسول الله فعل هذا. وهو حديث صحيح.
• وقال الحافظ في "الفتح" (١/ ٢٦٠): "وقد روى أبو داود من وجهين - صحَّح أحدهما ابنُ خزيمة وغيرُه - في حديث عثمان تثليث مسح الرأس، والزيادة من الثقة مقبولة" اهـ.
• وذكر الحافظ في "التلخيص" (١/ ٨٥): أن ابن الجوزي مال في "كشف المشكل" (١/ ١٦٠) إلى تصحيح التكرير.
• واختار الأمير الصنعاني في "سبل السلام" عند شرح الحديث رقم (٣/ ٣١) بتخريجنا.
• وأيده الألباني في "تمام المنة" ص ٩١: "لأن رواية المرَّة الواحدة، وإن كثُرت لا تُعارض رواية التثليث، إذا الكلام في أنه سنه، ومن شأنها أن تُفعل أحيانًا وتترك أحيانًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>