للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث دليل على أنه يجوز للمرأة أن تأكل من مال ابنها وأبيها وزوجها بغير إذنهم وتهادي، ولكن ذلك مختص بالأمور المأكولة التي لا تدخر فلا يجوز لها أن تهادي بالثياب والدراهم والدنانير والحبوب وغير ذلك.

قوله: (إنا كلّ) (١) بكسر الهمزة وتشديد النون، و (كلٌّ) بفتح الكاف وتشديد اللام خبر إنَّ: أي نحن عيال عليهم ليس لنا من الأموال ما ننتفع به.

قوله: (فقامت امرأة) قال الحافظ (٢): لم أقف على تسمية هذه المرأة إلا أنه يختلج في خاطري أنها أسماء بنت يزيد بن السكن التي تعرف بخطيبة النساء، فإنها روت أصل هذه القصة في حديث أخرجه البيهقي (٣) والطبراني (٤) وغيرهما بلفظ: "خرج رسول الله إلى النساء وأنا معهن، فقال: "يا معشر النساء إنكن أكثر حطب جهنم فناديت رسول الله وكنت عليه جريئة: ولم يا رسول الله؟ قال : "لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير""، فلا يبعد أن تكون هي التي أجابته فإن القصة واحدة.

قوله: (من سطَة النِّساء) (٥) أي: من خيارهن، والسفعاء (٦): التي في خدِّها غبرةٌ وسواد. والعشير (٧): المراد به هاهنا الزوج.

والحديث فيه فوائد:


(١) النهاية (٢/ ٥٦٠) والقاموس المحيط (ص ١٣٦١).
(٢) في الفتح (٢/ ٤٦٨ - ٤٦٩).
(٣) في "الشعب" رقم (٩١٢٧).
(٤) في المعجم الكبير (ج ٢٤ رقم ٤٢٦، ٤٢٧، ٤٣٦، ٤٤٥، ٤٦٢).
قلت: وأخرجه أحمد (٦/ ٤٥٢ - ٤٥٣، ٤٥٨) والحميدي رقم (٣٦٦) والبخاري في الأدب المفرد رقم (١٠٤٧) و (١٠٤٨) من طرق.
وهو حديث حسن. وانظر: الصحيحة رقم (٨٢٣).
(٥) قال ابن الأثير في النهاية (١/ ٧٧٦): أي أوساطهن حسبًا ونسبًا.
وأصل الكلمة الواو وهو بابها، والهاء فيها عوضٌ من الواو، وكَعِدَة وزِنَة من الوعْد والوَزْن".
(٦) القاموس المحيط (ص ٩٤١) والنهاية (١/ ٧٨٢ - ٧٨٣).
(٧) النهاية (٢/ ٢٠٩) والفائق (٢/ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>