للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر في الميزان (١) أيضًا في ترجمة عثمان بن أبي شيبة أحاديث عنه من جملتها حديث: "لكل بَنِي أبٍ عصبة ينتمون إليه، إلا ولد فاطمة، أنا عُصْبَتهم".

ثم حكى عن العقيلي (٢) بعد أن ساق هذا الحديث وغيره أنه قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: أنكر أبي هذه الأحاديث، أنكرها جدًّا، وقال: هذه موضوعة مع أحاديث من هذا النحو.

قال الذهبي (٣) بعد ذلك: قلت: عثمان بن أبي شيبة لا يحتاج إلى متابع، ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لسَعَة ما روى وقد يغلط. وقد اعتمده الشيخان في صحيحيهما. اهـ.

وحديث أسامة الآخر (٤) أخرج نحوه الترمذي (٥) أيضًا من حديث البراء بدون قوله: "هذان ابناي"، ولفظه: إن النبي أبصر حسنًا وحسينًا فقال: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".

وأخرجه أيضًا الشيخان (٦) من حديثه بلفظ: رأيت رسول الله والحسن على عاتقه يقول: "اللهم إني أحبه فأحبه".

قوله: (إنَّك لابنةُ نبيٍّ) إنَّما قال لها ذلك لأنها من ذرية هارون، وعمُّها موسى، وبنو قريظة من ذرّية هارون، فسمَّى رسول الله هارون أبًا لها، وبينها وبينه آباء متعدِّدون، وكذلك جعل الحسن ابنًا له وهو ابن ابنته، وكذلك الحسين، كما في سائر الأحاديث، ووصف نفسه بأنه ابن عبد المطلب وهو جده، وجعل لأبناء الأنصار وأبنائهم حكم الأنصار، وذلك كله يدل على أن حكم أولاد الأولاد حكم الأولاد، فمن وقف على أولاده دخل في ذلك أولاد الأولاد ما


(١) "ميزان الاعتدال" (٣/ ٣٥ - ٣٩ رقم الترجمة ٥٥١٨).
(٢) في "الضعفاء الكبير" (٣/ ٢٢٢ - ٢٢٣).
(٣) في "الميزان" (٣/ ٣٧).
(٤) تقدم برقم (١٢/ ٢٥١٥) من كتابنا هذا.
(٥) في سننه رقم (٣٧٨٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وهو حديث صحيح.
(٦) البخاري في صحيحه رقم (٣٧٤٩) ومسلم رقم (٥٨/ ٢٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>