للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال القرطبي (١): لا معنى للشرط هاهنا؛ لأنَّه يصير لا جواب له ويبقى "خيرٌ" لا رافع له.

وقال ابن الجوزي (٢): سمعناه من رواة الحديث بالكسر وأنكره ابن الخشَّاب (٣) وقال: لا يجوز الكسر؛ لأنَّه لا جواب له لخلو لفظ خير عن الفاء وغيرها مما اشترط في الجواب.

وتعقب بأنه لا مانع من تقديرها كما قال ابنُ مالك.

قوله: (ورثتك) قال ابن المنير (٣): إنما عبر له بلفظ الورثة ولم يقل: [بنتك] (٤)، مع أنه لم يكن له يومئذ إلا ابنة واحدة، لكون الوارث حينئذ لم يتحقق؛ لأن سعدًا إنما قال ذلك بناء على موته في ذلك المرض وبقائها بعده حتى ترثه، وكان من الجائز أن تموت هي قبله، فأجابه بكلام كلي مطابق لكل حالة وهو قوله: "ورثتك" ولم يخص بنتًا من غيرها.

وقال الفاكهيُّ شارح العمدة (٣): إنما عبَّر بالورثة؛ لأنَّه اطَّلع على أن سعدًا سيعيش، ويحصل له أولاد غير البنت المذكورة، فإنَّه ولد له بعد ذلك أربعة بنين. اهـ؛ وهم: عامر، ومصعب، ومحمد، وعمر، وزاد بعضهم: إبراهيم، ويحيى، وإسحاق، وزاد ابن (٥) سعد: عبد الله، وعبد الرحمن، وعمرًا، وعمران، وصالحًا، وعثمان، وإسحاق الأصغر، [وعمرًا] (٦) الأصغر، وعُميرًا - مصغرًا -، وذكر له من البنات ثنتي عشرة بنتًا.

قال الحافظ (٧) ما معناه: إنه قد كان لسعدٍ وقت الوصيَّة ورثةٌ غير ابنته، وهم أولاد أخيه عتبة بن أبي وقاص، منهم: هاشم بن عتبة، وقد كان موجودًا إذ ذاك.

قوله: (عالة) (٨) أي: فقراء وهو جمع عائل: وهو الفقير، والفعل منه عال يعيل: إذا افتقر.


(١) في "المفهم (٤/ ٥٤٥).
(٢) في كشف المشكل (١/ ٢٣٢).
(٣) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٥/ ٣٦٦).
(٤) في المخطوط (أ): (بنيك).
(٥) في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٣٨).
(٦) في المخطوط (ب): (وعمر).
(٧) في "الفتح" (٥/ ٣٦٦).
(٨) القاموس المحيط (ص ١٣٤٠)، والنهاية (٢/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>