كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[سادسا]: أبواب صفة الوضوء فرضه وسننه - [الباب العاشر] باب تعاهد الماقين وغيرهما من غضون الوجه بزيادة ما - ج: 2 - ص: 74

وهي ما تعطف من الوجه، إما قياسًا على الماقين وإما استدلالًا بما في الحديث الآتي (١) من قوله: "ثم أخذ بيديه فصك بهما وجهه" والأول أظهر، وقد ورد من حديث أخرجه ابن حبان (٢)، وابن أبي حاتم (٣)، وغيرهما (٤) بلفظ: "إذا توضأتم فأشربوا أعينكم من الماء" وهو من حديث البَخْتري بن عُبَيد (٥) بالموحدة والمعجمة وقد ضعفوه كلهم فلا يقوم به حجة كذا قاله بعضهم (٦)، وفيه أنه ذكر في الميزان (٧) أنه وثقه وكيع، وقال ابن عبدقي: لا أعلم له حديثًا منكرًا انتهى، لكنه لا يكون ما تفرد به حجة لوقوع الاختلاف فيه فقد قيل: إنه ضعيف، وقيل: متروك الحديث، وقال البخاري: يخالف في حديثه على أنه لم ينفرد به البختري، فقد رواه ابن طاهر في صفوة التصوف (٨) من طريق ابن أبي السري لكنه قال ابن الصلاح (٩): "لم أجد له أنا في جماعة اعتنوا بالبحث عن حاله أَصلًا" وتبعه النووي (١٠).

١٩/ ١٨١ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن عَليًّا ﵄ قالَ: يَا ابْنَ عَباسٍ أَلا أتَوَضَّأ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ الله ﷺ؟ قُلتُ: بَلَى فِدَاكَ أبِي وَأُمِّي قالَ: فَوَضَعَ إنَاءً

---

(١) رقم (١٩/ ١٨١) من كتابنا هذا.
(٢) في كتابه "المجروحين" (١/ ١٩٤).
(٣) في "العلل" (١/ ٣٦ رقم ٧٣).
(٤) كابن عدي في "الكامل" (٢/ ٥٧) والذهبي في "الميزان" (٢/ ٧).
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: هذا حديث منكر، والبَخْتري ضعيف الحديث، وأبوه مجهول".
وكذا قال ابن عدي أن الحديث منكر.
(٥) ضعفه أبو حاتم وغيره تركه. "الميزان" (٢/ ٦ - ٧ رقم ١١٣٥/ ٢٤٠٤).
والجرح والتعديل (٢/ ٤٢٧). والكامل لابن عدي (٢/ ٥٧).
(٦) كالجلال. وهو الصحيح.
(٧) (٧/ ٢ - ٨ رقم ١١٣٦/ ٢٤٠٥) في ترجمة البختري بن المختار. وهو سبق نظر أو وهم منه ﵀.
(٨) عزاه إليه الحافظ في "تلخيص الحبير" (١/ ٩٩ - ١٠٠) وقال "هذا إسناده مجهول. ولعل ابن أبي السري حدث به من حفظه في المذاكرة، فوهم في اسم البختري بن عُبيد والله أعلم" اهـ.
(٩) في "شرح مشكل الوسيط" لابن الصلاح (١/ ٢٩١). وهو ذيل "الوسيط في المذهب" للغزالي.
(١٠) في "التنقيح في شرح الوسيط" للنووي (١/ ٢٩١). وهو ذيل "الوسيط في المذهب" للغزالي.