غير أن هذه الاحتمالات كلها بعيدة، فلا مناص من القول: إنَّ هذا تحريف وقع قديمًا في نسخ "التلخيص" المخطوطة من الناسخين فطبع كذلك تبعًا لأصله، ولم ينبه عليه أحد - فيما علمت -. بل نقله جماعة من العلماء في تصانيفهم حيث نقلوا عن "التلخيص" تخريج هذا الحديث: (منهم): الشوكاني في "نيل الأوطار"، والصنعاني في "سبل السلام" - (٦/ ٢٧ بتحقيقي) - وشمس الحق في "التعليق المغني على سنن الدارقطني" - (٣/ ٢٢٠) - والسيد عبد الله هاشم اليماني في تعليقه على "سنن الدارمي" - (٢/ ٦١) - وفي تعليقه على "المنتقى" لابن الجارود - (ص ٢٣٥) - والبنَّا في "الفتح الرباني" - (١٦/ ١٥٥) - والكتاني في "نظم المتناثر" - (ص ٩٧) - .. ". اهـ. قلت: وقد رجح الشيخ مفلح بن سليمان الرشيدي بأن الخطأ من النقل عن المستدرك، كما رجح أن يكون ذلك من بعض نساخ "التلخيص الحبير" لا من الحافظ ابن حجر. وأن الذين نقلوا ما في "التلخيص" قلدوا بذلك لثقتهم بالحافظ ﵀. ويدل على صحة ما في المستدرك الموجود الآن، ما نقله الزيلعي عنه في "نصب الراية" (٣/ ١٨٤) والله أعلم. (١) كما حكاه عنه الكتاني في "نظم المتناثر" (ص ٩٧). (٢) كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ٩) وهي الرواية الراجحة عن سفيان وشعبة، فالأصح عن سفيان وشعبة أنهما روياه عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا بدون ذكر أبي موسى. (٣) وممن رووه عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي ﷺ متصلًا: - إسرائيل: كما عند أبي داود رقم (٢٠٨٥) والترمذي رقم (١١٠١) وغيرهم. - وشريك: كما عند الترمذي رقم (١١٠١) والبيهقي (٧/ ١٠٧) والدارمي (٢/ ١٣٧) وغيرهم. - ويونس: كما عند أحمد (٤/ ٣٩٤) والحاكم (٢/ ١٧١) وغيرهم. - وزهير بن معاوية: كما عند ابن حبان رقم (١٢٤٤ - موارد) والحاكم (٢/ ١٧١) وغيرهم. - وسفيان الثوري: كما في رواية عنه عند الطحاوي في شرح معاني الآثار. - وشعبة: كما في رواية عنه عند الخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٢١٤). =