للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأولى في الجمع أن الإذن بالدخول ليلًا لمن كان قد أعلم أهله بقدومه فاستعدّوا له، والنهي لمن لم يكن قد أعلمهم (١).

قوله: (الشعثة) (٢) بفتح المعجمة، وكسر العين المهملة بعدها مثلثة، وهي التي لم تدهن شعرها وتمشطه.

قوله: (وتستحدَّ) (٣) بحاء مهملة، أي: تستعمل الحديدة وهي الموسى، (والمغيبة) (٤) بضم الميم وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة، أي: التي غاب عنها زوجها؛ والمراد: إزالة الشعر عنها، وعبر بالاستحداد لأن الغالب استعماله في إزالة الشعر، وليس فيه منع من الإزالة بغير الموسى.

قوله: (يتخوّنهم أو يطلب عثراتهم) هكذا بالشكّ.

قال سفيان: لا أدري هكذا في الحديث أم لا، يعني: يتخوّنهم أو يطلب عثراتهم، والتخوّن أن يظنّ وقوع الخيانة له من أهله، (وعثراتهم) (٥) بفتح المهملة والمثلثة جمع عثرة: وهي الزلة.


(١) قال محمد بن إسماعيل الأمير في "سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام" (٦/ ٨٥ - ٨٦) بتحقيقي: "وقوله: ليلًا. ظاهرُه تقييدُ النهي بالليلِ وأنهُ لا كراهةَ في وصوله إلى أهلهِ نهارًا من غيرِ شُعورهم. واختُلِفَ في علةِ التفرقةِ بينَ الليلِ والنهار، فعلَّلَ البخاريُّ في ترجمةِ الباب بقولهِ: بابُ لا يطرقُ الرجلُ أهلَه ليلًا إذا أطالَ الغيبةَ مخافةَ أن يتخوَّنهم أو يلتمسَ عورَاتهم؛ فعلى هذا التعليل يكون الليلُ جزءَ علةِ؛ لأنَّ الريبةَ تغلبُ في الليلِ وتندرُ في النهارِ وإنْ كانتِ العلةُ ما صرَّحَ بهِ وهوَ قولُ: "لكي تمتشطَ … إلى آخره"، فهو حاصلٌ في الليل والنهار. قيلَ: ويحتملُ أنْ يكونَ معتبرًا في العلة على كلَا التقديرين، فإنَّ الغرضَ منَ التنظيفِ والتزيين هو تحصيلٌ لكمالِ الغرضِ من قضاءِ الشهوةِ وذلكَ في الأغلب يكونُ في الليلِ، فالقادمُ، في النهارِ يتأنَّى لتحصيل زوجته التنظيفُ والتزيين لوقتِ المباشرةِ وهوَ الليلُ بخلافِ القادم في الليلِ، وكذلكَ ما نخشى منه منَ العثورِ على وجودِ أجنبي هو في الأغلبِ يكونُ في الليل". اهـ.
(٢) القاموس المحيط (ص ٢١٨).
قال صاحب "لسان العرب" (٢/ ١٦٠): "الشَّعثُ: المغبرُّ الرأس، المنْتَتِف الشعر الحاف الذي لم يدَّهن".
(٣) قال ابن الأثير في النهاية (١/ ٣٤٦): تستحدُّ: هو استفعل من الحديد كأنه استعمله على طريق الكناية والتورية.
الاستحداد: وهو حلق العانة بالحديد. الفائق (١/ ٢٦٥).
(٤) النهاية (٢/ ٣٣٢).
(٥) لسان العرب (٤/ ٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>