للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (لما أنزل عذري) أي براءتي مما نسب إلي أهل الإِفك. والمراد: بالمُنزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ﴾ إلى قوله: ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (١)، هكذا رواه ابن أبي حاتم (٢) والحاكم من مرسل سعيد بن المسيّب وفي البخاري إلى قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (٣)، وعن الزهري إلى قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٤).

قوله: (أمر برجلين وامرأة) الرجلان حسان بن ثابت، ومسطح، والمرأة حمنة بنت جحش (٥).

وأخرج الحاكم في "الإكليل" (٦): أن من جملة من حدَّه النبيُّ في قصة الإفك عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين.

والحديث يرد على الماوردي (٧) حيث قال: إنَّ النبيّ لم يحدَّ قذفة عائشة، ولا مستند له إلا توهم: أن الحدَّ إنما يثبت بالبينة أو الإقرار، وغفل عن النصِّ القرآني المصرِّح بكذبهم، وصحةُ الكذب تستلزم ثبوت الحدِّ.


(١) سورة النور، الآية: (١١ - ٢٦).
(٢) في تفسيره (٨/ ٢٥٣٩ رقم ١٤٢٠٦).
(٣) سورة النور، الآية: (١٩).
(٤) سورة النور، الآية: (٢٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٧٥٠).
(٦) "الإكليل" الحاكم (محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ).
• قال ابن حجر: "جمع فيه ما وقع من علامات النبوة قبل المبعث؛ بل قبل المولد".
• قال الذهبي في "السير" (١٧/ ١٦٧ - ١٦٨): "وصنَّف لأبي علي بن سَيْمَجُور كتابًا في أيام النبي وأزواجه وأحاديثه، وسماه "الإكليل"، لم أرَ أحدًا رتب ذلك الترتيب". اهـ.
• وله ذكر في "معرفة علوم الحديث" (١٢٧، ٢٣٩)، توجد اقتباسات منه في "نيل الأوطار" (٦/ ٣٠٢) و"لسان الميزان" (٦/ ٤٠٨)، و"فيض القدير" (١/ ٢٦).
قلت: وطبع "المدخل إلى معرفة الإكليل" للحاكم نفسه، نشره محمد راغب الطباخ، في حلب، سنة ١٩٣٢ م، في (٣٦ صفحة). ثم نشره جيمس روبسون، في لندن، عن الجمعية الآسيوية الملكية، سنة (١٩٥٣ م)، في (٤٨ صفحة).
• ويعد هذا الكتاب من الكتب المفقودة، وقد نمى إليَّ أن نسخة منه في مكتبة لايبزج، في ألمانيا الشرقية، وله ذكر في "فهرست الكتب المخطوطة النادرة في مكتبة دار العلوم الألمانية"، وأن نسخة منه هناك، وأنها كاملة، وبخط عمر بن نعيم الأنصاري، والله أعلم". اهـ.
["معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" ص ٧٤ رقم ١٢١].
(٧) الحاوي الكبير (١٣/ ٢٥٤) وفي تفسيره (٤/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>