للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قيل: إنه قتل في ذلك الوقت وهي روايةٌ شاذةٌ.

قوله: (أبو السنابل) بمهملة ونون، ثُمَّ موحدة: جمع سنبلة، وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: عمرو، وقيل: عامر، وقيل: حبة، بمهملة ثم موحدة، وقيل: أصرم، وقيل: عبد الله، وبعكك بموحدة فمهملة فكافين بوزن جعفر وهو ابن الحارث، وقيل: ابن الحجاج من بني عبد الدار.

قوله: (فقال: والله ما يصلح أن تنكحي … إلخ)، قال عياض (١): والحديث مبتورٌ نقصَ منهُ قولها: "فنفست بعدَ ليالٍ فخطبت … إلخ"، قال الحافظ (٢): وقد ثبتَ المحذوفُ في روايةِ ابن ملحانَ عن يحيى بن بكير شيخ البخاري، ولفظهُ: "فمكثت قريبًا من عشرينَ ليلة ثم نفست".

وقد وقعَ للبخاريِّ اختصارُ المتن في طريقٍ بأخصرَ من هذه الطَّريق، ووقعَ له (٣) في تفسير سورةِ الطَّلاقِ مطوَّلًا بلفظِ: "إنَّ سبيعةَ بنتَ الحارث أخبرتُه أنها كانت تحتَ سعدِ بن خولةَ فتوفيَ عنها في حجَّةِ الوداع وهي حاملٌ، فلم تنشب أن وضعت حملها، فلما تعلَّت من نفاسها تجمَّلت للخطاب فدخل عليها أبو السنابلِ بْنُ بعككٍ - رجل من بني عبد الدار - فقالَ: ما لي أراك تجمَّلت للخُطَّاب؟ فإنكِ والله ما أنتِ بناكحٍ حتى تمر عليك أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ، قالت سبيعةُ: فلما قال لي ذلك جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت، فأتيت رسول الله فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزويج".

وظاهرُ هذا يخالف ما في حديث الباب (٤) حيث قال: "فمكَثَتْ قريبًا من عَشْرِ ليالٍ ثم جاءت النبي "، فإن قولها: "فلما قال لي ذلك جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت"، يدل على أنها توجهت إلى النبي في مساء ذلك اليوم الذي قال لها فيه أبو السنابل ما قال.


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٤٧٣).
(٢) في "الفتح" (٩/ ٤٧٣).
(٣) أي للإمام البخاري في صحيحه رقم (٣٩٩١).
(٤) تقدم برقم (٢٩٢٨) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>