للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في البابِ عَنْ أبي هُرَيَرة وجَابِرٍ).

أما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (١) والترمذي (٢) وقال: حسن غريب، وفيه عبد الله بن الفضل (٣) وقد روى له الجماعة، ولكنه تفرد [عنه] (٤) عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (٥)، ومن أجله كان حسنًا، قال أبو داود (٦): لا بأس به وكان على المظالم ببغداد، وقال علي بن المديني: لا بأس به. وكذلك قال أحمد وأبو زرعة. وقال أبو حاتم (٧): يشوبه شيء من القدر، وتغير عقلُه في آخر حياته، وهو مستقيم الحديث. وقال النسائي (٨): ليس بالقوي، وقال يحيى مرة: ضعيف ومرة: لا بأس به، وفيه كلام طويل (٩).

وأما حديث جابر فأشار إليه الترمذي (١٠).

والحديثُ يدل على أن التوضؤَ مرتين يجوز ويجزيء، ولا خلاف في ذلك.


(١) في سننه (١/ ٩٤ - ٩٥ رقم ١٣٦) بسند حسن.
(٢) في سننه (١/ ٦٢ رقم ٤٣) وقال: هذا حديث حسن غريب.
(٣) "ثقة" قاله الحافظ في "التقريب" رقم (٣٥٣٣).
(٤) في (ب): (به).
(٥) "صدوق يخطئ ورُمي بالقدر وتغير بأخرة" قاله الحافظ في "التقريب" رقم (٣٨٢٠).
وتعقبه المحرران في "تحرير التقريب" (٢/ ٣٠٩): "بل: صدوق حسن الحديث، فقد وثقه أبو حاتم الرازي، ودحيم، وعبد الرحمن بن صالح، وعمرو بن علي الفلاس …
وقال الخطيب: كان ممن يذكر بالزهد والعبادة والصدق في الرواية. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة … وقد نفى أبو داود عنه تهمة القدر، وهو بكل حال جرح غير معتبر، أما اختلاطه فما ذكره أحد سوى أبي حاتم وقد أطلق توثيقه، قال: تغير عقله في آخر جاته، وهو مستقيم الحديث، ولذلك فإن ذكر اختلاطه لا معنى له … ".
وخلاصة القول أن حديث أبي هريرة حديث صحيح والله أعلم.
(٦) في "سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود سليمان بن الأشعث السجستاني في معرفة الرجال وجرحهم وتعديلهم" رقم الترجمة (١٦٧٩).
(٧) في "الجرح والتعديل" (٥/ ٢١٩).
(٨) في كتابه "الضعفاء والمتروكين" رقم الترجمة (٣٨٢).
(٩) انظر: "الكاشف" (٢/ ١٤١) والميزان (٢/ ٥٥١) ولسان الميزان (٧/ ٢٧٨) والمغني (٢/ ٣٧٧) وخلاصة تهذيب بالكمال ص ٢٢٥.
(١٠) في سننه (١/ ٦٢).
قلت: وأخرجه ابن ماجه (١/ ١٤٣ رقم ٤١٠) وقد تقدم تخريجه والكلام عليه عند شرح الحديث رقم (٥١/ ٢١٣) من كتابنا هذا وهو حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>