وفي هذا الكتاب من أمور الغيب والأحداث والأسرار الشيء الكثير، ويزعم الإمامية أن جعفرًا الصادق ﵀، كتب لهم فيه كل ما يحتاجون إليه، وكل ما سيقع ويكون إلى يوم القيامة، وكان مكتوبًا عنده في جلد ماعز، فكتبه عنه هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية، وسماه (الجفر) باسم الجلد الذي كتب فيه، وهذا زعم باطل مخالف لما يعتقده المسلمون من أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، ومن ارتضى من رسله، قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن: ٢٦ - ٢٧]. وانظر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في: "مجموع الفتاوى" (٤/ ٧٨ - ٧٩) و (٣٥/ ١٣٨) و"نقض المنطق" (٦٦) و"بغية المرتاد" (ص ٣٢١) و"درء تعارض العقل والنقل" (٥/ ٢٦) ومنهاج السنة النبوية (٢/ ٤٦٤) و (٨/ ١٠ - ١١) وفتاوى محمد رشيد رضا (٤/ ١٣٠٧ فتوى رقم ٥١٥) ومجلة المنار (٤/ ٦٠) وأبجد العلوم (٢/ ٢١٤ - ٢١٦) لصديق حسن خان، ومقدمة ابن خلدون (ص ٣٣٤) والعيني في "عمدته" (١/ ١٦١) وعلي القاري في "شرح الفقه الأكبر" (ص ١٢٤) و (١٢٥) و"مفتاح دار السعادة" (٢/ ٢١٦) لابن القيم. • وأخيرًا إن في كتاب الجفر هذا: مكر الحاقدين على الإسلام وكيدهم في إشاعة الشعوذة، وادعاء علم الغيب، وإلهاء المسلمين وإشغالهم بالغيبيات المزعومة عن الإعداد والجهاد وبث التوعية الإيمانية في الأمة … ومخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية، ونشر مزاعم باطلة تثير الرعب والفزع من المستقبل في بلاد المسلمين. والجفر كله قائم على التنجيم والطلاسم، ومنه ألفاظ كفرية صريحة، فيها حلف بغير الله، كالجن والأفلاك السبعة ونحوها، وفيه طلب المدد من الجن والعفاريت، واستطلاع الغيب، ونحو ذلك من أمور ينكرها الإسلام جملةً وتفصيلًا. [وانظر ما كتبه كل من الأخ أبي عبيدة مشهور بن حسن في كتابه القيّم: "كتب حذر منها العلماء"، وكذلك ما كتبه الأخ علي الحلبي، والأخ سليم الهلالي في الكتاب نفسه (١/ ١٠٨ - ١١٦، ١١٦ - ١١٩، ١٢٠ - ١٢٤)، فقد أجادوا وأفادوا جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا]. (٢) سقط من المخطوط (ب). (٣) انظر الرسالة رقم (٢١): "هل خص النبي ﷺ أهل البيت بشيء من العلم" ضمن كتاب =