للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المخدج المقتول من الخوارج يوم النهروان (١) كما في صحيح مسلم (٢) وسنن أبي داود (٣)، فإنه قال يومئذ: "التمسوا فيهم المخدج"، يعني في القتلى فلم يجدوه، فقام عليّ بنفسه حتى أتى أناسًا قد قتل بعضهم على بعض، فقال: أخرجوهم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر وقال: صدق الله وبلغ رسوله، فقام إليه عبيدة السَّلماني (٤) فقال: يا أمير المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت هذا من رسول الله ، قال: "إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثًا وهو يحلف"، والمخدج المذكور هو ذو الثدية، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي، عليه شعرات مثل سبالة السِّنَّور.

قوله: (إلا فهمًا) هكذا في روايةٍ بالنصب على الاستثناء. وفي روايةٍ بالرفع على البدل، والفهم بمعنى المفهوم من لفظ القرآن أو معناه.

قوله: (وما في هذه الصحيفة) أي: الورقة المكتوبة، والعقل (٥): الدية، وسميت بذلك لأنهم كانوا يعطون الإبل ويربطونها بفناء دار المقتول بالعقال، وهو الحبل. وفي رواية: "الديات" أي تفصيل أحكامها.


= "الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني" (٢/ ٨٩٥ - ٩١٢) بتحقيقي.
(١) كانت وقعة النهراون مع الخوارج سنة (٣٨ هـ).
ونهروان: هي ثلاث نهروانات: الأعلى، والأوسط، والأسفل، وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، حدّها الأعلى متصل ببغداد وفيها عدة بلاد متوسطة، منها: إسكاف، وجرجرايا، والصافية، ودير قُني وغير ذلك.
بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الخوارج، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب.
["معجم البلدان" (٥/ ٣٢٤ - ٣٢٦)].
(٢) في صحيحه رقم (١٥٥/ ١٠٦٦).
(٣) في سننه رقم (٤٧٦٨).
وهو حديث صحيح.
(٤) عبيدة بن عمرو السَّلماني أبو مسلم، ويقال: أبو عمر صاحب ابن مسعود، قال: أسلمت وصليت قبل وفاة رسول الله بسنين، ولم أره. رواه الثقات عن ابن سيرين، عنه لا يعدُّ في الصحابة إلا بما ذكرنا هو من كبار أصحاب ابن مسعود الفقهاء وهو من أصحاب علي .
[الاستيعاب رقم (١٧٧٣) والإصابة رقم (٦٤٢١)].
(٥) النهاية (٢/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>