• والخلاصة: أن إسناده مرسل كما نص عليه الحافظ، وقد رُوي من طرق أخرى متصلًا عن أبي المليح عن أبيه بأسانيد يرتقي بمجموعها إلى الصحيح لغيره. وأمّا متنه فصحيح ثابت من طرق أخرى. • (منها): حديث ابن عباس. أخرجه أبو داود رقم (٤٥٧٤) والنسائي رقم (٤٨٢٨) والطبراني في الكبير (ج ١١ رقم ١١٧٦٧) والبيهقي (٨/ ١١٥) من طرق عن أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك، قال: فأسقطت غلامًا قد نبت شعره ميتًا، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الدية، فقال عمّها: إنها قد أسقطت يا نبي الله غلامًا قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنه كاذب، إنه والله ما استهلّ ولا شرب ولا أكل. فمثله يُطَلُّ، فقال النبي ﷺ: "أسجع الجاهلية وكهانتها أدِّ في الصبي غرة". قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُلَيْكة، والأخرى أم غطيف. وهو حديث صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (٣٠٧١) من كتابنا هذا. • (ومنها): حديث المغيرة بن شعبة. أخرجه مسلم رقم (٣٨/ ١٦٨٢) وأبو داود رقم (٤٥٦٨) والترمذي رقم (١٤١١) والنسائي رقم (٤٨٢٥) وابن الجارود رقم (٧٧٨) وابن حبان رقم (٦٠١٦) من طرق عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضلة عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين كانتا تحت رجل من هذيل فضربت إحداهما الأخرى بعمود فقتلتها، فاختصموا إلى النبي ﷺ فقال أحد الرجلين: كيف ندِي من لا صاح ولا أكل، ولا شرب ولا استهل، فقال: "أسجع كسجع الأعراب" فقضى فيه بغرَّة وجعله على عاقلة المرأة. واللفظ لأبي داود. وهو حديث صحيح، وقد تقدم برقم (٣٠٧٠) من كتابنا هذا. (١) أخرجه أبو داود رقم (٤٥٧٩). قال أبو داود: رَوَى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله بن محمد بن عمر ولم يذكرا أو فرسٍ أو بغلٍ". وهو حديث شاذ والله أعلم. (٢) في "المصنف" رقم (١٨٣٣٩). (٣) في السنن الكبرى (٨/ ١١٥).