للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرجه الحارث (١) من طريق أبي المليح، فأرسله لم يقل: عن أبيه، ولفظه: "أن حَمَل بن النابغة كان له امرأتان: مليكة، وامرأة منا، يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حمل بن النابغة فضربت أم عفيف مليكة".

وفي رواية لابن عباس عند أبي داود (٢): "إحداهما مليكة والأخرى أم عطيف".

قوله: (باب العاقلة) (٣) بكسر القاف جمع عاقل، وهو دافع الدية، وسميت الدية عقلًا، تسمية بالمصدر؛ لأن الإبل كانت تعقل بفناء وليِّ المقتول، ثم كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية، ولو لم تكن إبلًا، وعاقلةُ الرجل [قراباته] (٤) من قبل الأب وهم عصبته [وهم] (٥) الذين كانوا يعقلون الإبل على باب ولي المقتول.

وتحميل العاقلة الدية ثابت بالسنة، وهو إجماع أهل العلم كما حكاه في الفتح (٦)، وتضمين العاقلة مخالف لظاهر قوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (٧)، فتكون الأحاديث القاضية بتضمين العاقلة مخصصة لعموم الآية لما في ذلك من المصلحة، لأن القاتل لو أخذ بالدية لأوشك أن تأتي على جميع ماله؛ لأن تتابع الخطأ لا يؤمن، ولو ترك بغير تغريم لأهدر دم المقتول.

وعاقلة الرجل عشيرته، فيبدأ بفخذه الأدنى، فإن عجزوا ضمَّ إليهم الأقرب فالأقرب المكلف، الذكر الحرُّ من عصبة النسب، ثم السبب، ثم في بيت المال.


(١) كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (ص ١٨٢ رقم ٥٨٤). وتقدم الكلام عليه وخلاصته: أنه صحيح لغيره.
(٢) في سننه رقم (٤٥٧٤).
وهو حديث ضعيف.
(٣) النهاية في غريب الحديث (٢/ ٢٣٩) وغريب الحديث للهروي (٣/ ٢١٠).
(٤) في المخطوط (ب): (قرابته).
(٥) ما بين الخاصرتين سقط من (ب).
(٦) (١٢/ ٢٤٦).
(٧) سورة الأنعام، الآية (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>