للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (إلا قضيت لي بكتاب الله) أي لا أسألك إلا القضاء بكتاب الله فالفعل مؤول بالمصدر للضرورة، أو بتقدير حرف المصدر فيكون الاستثناء مفرَّعًا، والمراد بكتاب الله ما حكم به الله على عباده سواء كان من القرآن أو على لسان الرسول . وقيل: المراد به القرآن فقط.

قوله: (وهو أفقه منه) لعلَّ الرَّاوي عرفَ ذلك قبل الواقعةِ، أو استدل بما وقعَ منه في هذه [القضيَّةِ] (١) على أنه أفقه من صاحبه.

قوله: (قال: إنَّ ابني هذا … إلخ) القائل هو الآخر الذي وصفه الراوي بأنه أفقه كما يشعر بذلك السياق.

وقال الكرماني (٢): إنَّ القائل هو الأول، ويدل على ذلك ما وقع في كتاب الصلح (٣) من صحيح البخاري بلفظ: "فقال الأعرابي: إن ابني". بعد قوله في الحديث: "جاء أعرابي"، قال الحافظ (٤): والمحفوظ ما في سائر الطرق.

قوله: (عسيفًا على هذا) بفتح العين المهملة وكسر السين المهملة أيضًا وتحتية وفاء كالأجير وزنًا ومعنًى (٥).

وقد وقع تفسيره بذلك في صحيح البخاري مدرجًا كما أشار إليه المصنف (٦).

ووقع في رواية للنسائي (٧) بلفظ: "كان ابني أجيرًا لامرأته".

ويطلق العسيف على السائل والعبد والخادم، والعسف في أصل اللغة الجور (٨)، وسمي الأجير بذلك لأن المستأجر يعسفه على العمل، أي: يجور عليه. ومعنى قوله: "على هذا" عند هذا.

قوله: (وإني أخبِرتُ) على البناء للمجهول.


(١) في المخطوط (ب): (القصة).
(٢) في شرحه لصحيح البخاري (٢٣/ ٢١٠).
(٣) (٥/ ٣٠١ رقم ٢٦٩٥، ٢٦٩٦ - مع الفتح).
(٤) في "الفتح" (٢/ ١٣٩).
(٥) النهاية (٢/ ٢٠٦) والفائق (٢/ ٤٢٩).
(٦) في الحديث المتقدم رقم (٣٠٩٢) من كتابنا هذا.
(٧) في السنن الكبرى (رقم ٧١٩٣ - العلمية).
(٨) النهاية (٢/ ٢٠٦) والفائق (٢/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>