للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المنذري (١) وكأنه يشير إلى أن أبا المنذر مولى أبي ذرٍّ لم يرو عنه إلا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة من رواية حماد بن سلمة عنه، ويشهد له ما سيأتي في الباب الذي بعد هذا.

وفي الباب آثار عن جماعة من الصحابة (منها) عن أبي الدرداء (٢) أنه أتي بجارية سرقت فقال لها: أسرقت؟ قولي: لا، فقالت: لا، فخلى سبيلها.

وعن عطاء [عند] (٣) عبد الرزاق (٤) أنه قال: كان من مضى يؤتى إليهم بالسارق فيقول: أسرقت؟ قل: لا، وسمى أبا بكر وعمر.

وأخرج (٥) أيضًا عن عمر بن الخطاب أتي برجل فسأله: أسرقت؟ قل: لا، فقال: لا، فتركه. وعن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة (٦) أن أبا هريرة أتي بسارق فقال: أسرقت؟ قل: لا، مرتين أو ثلاثًا.

وعن أبي مسعود الأنصاري في "جامع سفيان" (٧): أن امرأة سرقت جملًا فقال: أسرقت؟ قولي: لا.

قوله: (ما إخالك سرقت) بفتح الهمزة وكسرها؛ أي: ما أظنك سرقت، وفي ذلك دليل: على أنه يستحب تلقين ما يسقط الحدَّ.

قوله: (مرتين أو ثلاثًا) استدلَّ به من قال: إنَّ الإقرار بالسرقة مرَّةً واحدة لا يكفي، بل لا بدَّ من الإقرار مرتين أو ثلاثًا، وأقلُّ ما يلزم به القطع مرتان.


(١) في "مختصر السنن" (٦/ ٢١٨).
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٢٧٦).
(٣) في المخطوط (ب): (عن).
(٤) في المصنف رقم (١٨٩١٩).
(٥) أي عبد الرزاق في المصنف رقم (١٨٩٢٠).
(٦) في "المصنف" (١٠/ ٢٣ - ٢٤).
(٧) "جامع سفيان الثوري" (سفيان بن سعيد بن مسروق. ت ١٦١ هـ).
ذكره له الذهبي في "السير" (٧/ ٢٣٠)، (٨/ ٢٧٢، ٥١٥) وذكر ابن النديم في "الفهرست" (٢٢٥) أن له جامعان: كبير وصغير.
[(معجم المصنفات ص ١٥٤ رقم ٣٨٤)].
• وقد عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (٤/ ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>