للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نهرُ مَعْقِلٍ) (١)، فلا ينبغي لمنصف التعويل على قول أحد عند قول رسول الله .

دَعُوا كُلَّ قولٍ عندَ قولِ محمدٍ … فَمَا آمِنُ في دينهِ كمخَاطِرِ (٢)

قوله: (في تهمة) بضم التاء، وسكون الهاء. وقد تقدم في لغةٍ، وهي فعلة من الوهم، والتاء بدل من الواو، واتهمته إذا ظننت فيه ما نسب إليه.

وفيه دليل على أن الحبس كما يكون حبس عقوبة يكون حبس استظهار في غير حقٍّ، بل لينكشف به بعض ما وراءه. وقد بوّب أبو داود (٣) على هذا الحديث فقال: "باب في الحبس في الدين وغيره". وذكر معه حديث عمرو بن الشريد (٤) أن النبي قال: "لَيُّ الواجدِ يُحِل عرضَه وعقوبَتَه". وقد تقدم (٥).

وذكر أيضًا (٦) حديث الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده قال: "أتيت النبي بغريم لي، فقال لي: "الزَمْهُ ثم قال: "يا أخا بني تميم، ما تريد أن


(١) "إذا جاء سيل الله بطل نهر معقل".
نهر مَعْقل: في البصرة، وقد احتفره معقل بن يَسار في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ، فنسب إليه.
يضرب في الاستغناء عن الأشياء الصغيرة إذا وجد ما هو أكبر منها وأعظم نفعًا.
ومن أمثال المولَّدين: "إذا جاءَ نهرُ الله بَطَل نهر معقل". [الأمثال اليمانية (١/ ٩٥ رقم ٢٣٧)].
(٢) وقال محمد بن إسماعيل الأمير في الثناء على من تمسك بالأحاديث النبوية من السلف:
سلام على أهل الحديث فإنني … نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمد … وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
وأعني بهم أسلاف أمةِ أحمد … أولئك في بيت القصيد هُمُ قصدي
أولئك أمثال البخاري ومسلم … وأحمد أهل الجد في العلم والجِد
بحور وحاشاهم عن الجزر إنما … لهم مدد يأتي من الله بالمد
رووا وارتووا من بحر علم محمد … وليست لهم تلك المذاهب من ورد
كفاهم كتاب الله والسنة التي … كفتْ قبلهم صحبَ الرسول ذوي المجد
(٣) في سننه: (٤/ ٤٥ رقم الباب ٢٩).
(٤) أخرجه أبو داود رقم (٣٦٢٨).
قلت: وأخرجه النسائي رقم (٤٦٨٩) وابن ماجه رقم (٢٤٢٧).
وهو حديث حسن.
(٥) برقم (٢٣٠٩) من كتابنا هذا.
(٦) أي: أخرجه أبو داود في سننه رقم (٣٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>