للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وردت في الخوارج أحاديث:

(منها): ما أخرجه الطبري عن أبي بكرة يرفعه: "إن في أمتي أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فإذا لقيتموهم فأنيموهم"، أي: اقتلوهم.

وأخرج الطبري وأبو يعلى (١) أيضًا من رواية مسروق قال: "قالت لي عائشة من قتل المخدج؟ قلت: علي، قالت: فأين؟ قلت: على نهر يقال لأَسْفَلِهِ النَّهْروان، قالت: ائتني على هذا ببينة، فأتيتها بخمسين نفسًا فشهدوا أن عليًا قتله بالنهروان".

وأخرج الطبراني في الأوسط (٢) من طريق [عامر بن سعد] (٣) قال: قال عمار لسعد: أما سمعت رسول الله يقول: "يخرجُ قومٌ من أمتي يمرقُونَ من الدِّينِ مروقَ السَّهمِ من الرَّميَّةِ يقتلُهم علي بن أبي طالب؟ قال: إي والله".

وأخرج يعقوب بن سفيان (٤) من طريق عمران بن حدير عن أبي مجلز قال:


= أما مثيرو الفتنة والسبئية فليسوا منهم، ولم تمض فترة قليلة حتى كشف الله زيف كثير منهم فخرجوا على علي ، فقاتلهم وانتصر عليهم.
وهذا يعني أيضًا أن طائفة علي كانت أقرب إلى الحق بمعنى الصواب في اتباع أمير المؤمنين، وعدم الخروج عليه، وكانت طائفة معاوية مخطئة في اجتهادها فلم تصب الصواب بخروجها على ولي الأمر الشرعي.
ولقد أدرك معاوية ، بعد ذلك أنه أخطأ، وكان جوابه لمن اعترض عليه (كالمسور بن مخرمة) بأنه أخطأ ولكنه يرجو ربًا غفورًا، أن يغفر له ويعفو عنه، وكذلك ندم عمرو بن العاص ندمًا شديدًا وظل كذلك طول حياته، ولم ينس حتى وهو ينازع سكرات الموت فيثني على عمار وعلي ومن معهما.
أجمعين وغفر الله لنا ولهم، والحمد لله رب العالمين.
(١) لم أقف عليه في مسنده ومعجمه ومفاريده وجزء محمد بن بشار في مظانه.
(٢) رقم (٣٦٣٤).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٢٣٥) وعزاه إلى الكبير - أيضًا - وقال: وفيه عمر بن أبي عائشة ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث، وقال: هذا حديث منكر"اهـ.
قلت: وانظر: الميزان (٣/ ٢٥٩).
(٣) في المخطوط (١): (عامر بن سعيد) وهو خطأ. والصواب ما أثبتناه من المخطوط (ب) والطبراني.
(٤) في كتاب "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٣١٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>