للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج يعقوب بن سفيان (١) بسند صحيح عن حميد بن هلال قال: حدثنا رجل من عبد القيس قال: لحقت بأهل النهروان مع طائفة منهم أسيرًا إذ أتينا على قرية بيننا نهر، فخرج رجل من القرية مروعًا فقالوا له: لا روع عليك، وقطعوا إليه النهر فقالوا: أنت ابن خباب بن الأرت صاحب النبي ؟ قال: نعم، قالوا: فحدثنا عن أبيك، فحدثهم بحديث: "تكون فتنة فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فكن". فقدَّموه فضربوا عنقه، ثم دعوا سريته وهي حبلى فبقروا عما في بطنها.

ولابن أبي شيبة (٢) من طريق أبي مجلز قال: قال علي لأصحابه: لا تبدؤوهم بقتال حتى يحدثوا حدثًا، قال: فمر بهم عبد الله بن خباب فذكر قتلهم له ولجاريته وإنهم بقروا بطنها، وكانوا مروا على ساقية فأخذ واحد منها ثمرة فوضعها في فيه، فقالوا له: تمرة معاهد فبِمَ استحللتها؟ فقال لهم عبد الله بن خباب: أنا أعظم حرمة من هذه التمرة، فأخذوه فذبحوه فبلغ عليًا، فأرسل إليهم أقيدونا بقاتل عبد الله بن خباب، فقالوا: كلنا قتله، فأذن حينئذ في قتالهم.

وأخرج الطبري (٣) من طريق أبي مريم قال: أخبرني أخي أبو عبد الله أن عليًا سار إليهم حتى إذا كان حذاءهم على شط النهروان أرسل يناشدهم فلم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسوله، فلما رأى ذلك نهض إليهم فقاتلهم حتى فرغ منهم كلهم.

وقد روي عن أبي سعيد الخدري قصة أخرى تتعلق بالخوارج فيها ما يخالف ما أسلفنا في أول الباب.

[أخرج] (٤) أحمد (٥) بسندٍ جيِّدٍ عن أبي سعيد قال: جاء أبو بكر إلى


(١) كما في "الفتح" (١٢/ ٢٩٧) وقال الحافظ: سنده صحيح.
(٢) في "المصنف" (١٥/ ٣١٠ - ٣١١) بسند صحيح.
(٣) في "تاريخ الطبري" (٥/ ٨١) بسند صحيح.
(٤) في (ب): (فأخرج).
(٥) في المسند (٣/ ١٥) بسند ضعيف لجهالة أبي رؤبة شداد بن عمران القيسي وأورده الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٩٨) وجوَّد إسناده.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٢٢٥) وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>