للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرَّاح (١) بأنه الذي يدّعي مع الله إلهًا آخر.

وتعقب بأنه يلزم منه أن يطلق على كل مشرك.

قال الحافظ (٢): والتحقيق ما ذكره من صنف في الملل والنحل (٣) أن أصل الزندقة اتباع ديصان ثم ماني ثم مزدك.

(الأول): بفتح الدال المهملة وسكون التحتية بعدها صاد مهملة.

(والثاني): بتشديد النون، وقد تخفف والياء خفيفة.

(والثالث): بزاي ساكنة ودال مهملة مفتوحة ثم كاف.

وحاصل مقالتهم: (٤) أنَّ النُّور والظلمة قديمان، وأنَّهما امتزجا فحدث العالم كلُّه منهما، فمن كان من أهل الشرِّ، فهو من الظلمة، ومن كان من أهل الخير؛ فهو من النُّور، وأنه يجب أن يسعى في تخليص النور من الظلمة، فيلزم إزهاق كلِّ نفس، وكان بَهْرَامُ جدُّ كسرى تحيَّل على ماني حتى حضر عنده، وأظهر له أنَّه قبل مقالته، ثم قتله وقتل أصحابه، وبقيت منهم بقايا اتبعوا مزدك المذكور، وقام الإسلام.

والزنديق يطلق على من يعتقد ذلك، وأظهر جماعة منهم الإسلام خشية القتل، فهذا أصل الزندقة.

وأطلق جماعة من الشافعية (٥) الزندقة على من يظهر الإسلام ويخفي الكفر مطلقًا.


= المجوس، فإنهم قالوا بحدوث الظلام وذكروا سبب حدوثه.
وهؤلاء قالوا بتساويهما في القدم، واختلافهما في الجوهر والطبع والفعل والحيّز، والمكان، والأجناس، والأبدان والأرواح.
ومن فرقهم: المانوية، المزدكية، الديصانية، المرقيونية، الكينوية، الصيامية، التناسخية …
[الملل والنحل (١/ ٢٩٨)].
(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٧٠).
(٢) في "الفتح" (١٢/ ٢٧١).
(٣) انظر: الملل والنحل (١/ ٢٩٦ - ٢٩٨).
(٤) انظر: "الملل والنحل" (١/ ٢٩٧ - ٢٩٨)
(٥) روضة الطالبين للنووي (١٠/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>