للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ (١).

ويؤيده أن الكفر ملَّةٌ واحدةٌ، فإذا انتقل الكافر من ملة كفرية إلى أخرى مثلها، لم يخرج عن دين الكفر.

ويؤيده أيضًا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ (٢).

وقد ورد في بعض طرق الحديث ما يدل على ذلك؛ فأخرج الطبراني (٣) من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: "من خالف دينه دين الإسلام فاضربوا عنقه".

واستدلَّ بالحديث المذكور في الباب (٤) على أنه يقتل الزنديق من غير استتابة.

وتعقب بأنه وقع في بعض طرق الحديث أن عليًا استتابهم كما في الفتح (٥) من طريق عبد الله بن شريك العامريِّ، عن أبيه، قال: قيل لعلي: إنَّ هنا قومًا على باب المسجد يزعمون أنَّك ربُّهم، فدعاهم، فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟! قالوا: أنت ربُّنا، وخالقنا، ورازقنا، فقال: ويلكم إنما أنا عبدٌ مثلُكم، آكل الطعام كما تأكلون، وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء، وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا؛ فلما كان الغد غدوا عليه، فجاء قنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، فقال: أدخلهم، فقالوا كذلك؛ فلما كان الثالث قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنَّكم بأخبث قِتْلَةٍ، فأبوا إلا ذلك، فأمر عليٌّ أن يُخدَّ لهم أخدودٌ بين باب المسجد والقصر، وأمر بالحطب أن يُطرح في الأخدود ويضرم بالنار، ثم قال لهم: إني طارِحُكُم فيها أو ترجِعُوا، فأبوا أنْ يرجعوا، فقذفَ بهم فيها حتى إذا احترقُوا قال:

إنِّي إذَا رَأيتُ أمرًا مُنْكَرًا … أوقَدْتُ ناري ودعوتُ قَنْبَرًا

قال الحافظ (٦): إن إسناد هذا صحيح.


(١) سورة آل عمران، الآية (١٩).
(٢) سورة آل عمران، الآية (٨٥).
(٣) في المعجم الكبير رقم (١١٦١٧).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٢٦٣) وقال: فيه الحكم بن حبان وهو ضعيف.
(٤) تقدم برقم (٣٢١٥) من كتابنا هذا.
(٥) في الفتح (١٢/ ٢٧٠).
(٦) في الفتح (١٢/ ٢٧٠) قلت بل قال: هذا إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>