للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فمسحها ونخر ثلاثًا، فزعم اليهود أني ضربت بيدي صدره، وقلت: اخسأ فلن تعدو قدرك، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت حفصة: اجتنب هذا الرجل فإنا نتحدث أن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها".

وأخرج مُسلم (١) هذا الحديث بمعناه من وجهٍ آخر عن ابن عمر، ولفظه: "لقيته مرتين" فذكر الأولى ثم قال: ثم لقيته لقيةً أخرى، وقد نفرت عينه، فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ فقال: لا أدري، فقلت: لا تدري وهي في رأسك، قال: إن شاء الله فعلها في عصاك هذه ونخر كأشد نخير حمار سمعت، فزعم أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت وأنا والله ما شعرت، قال: وجاء حتى دخل على حفصة فحدثها، فقالت: ما تريد إليه، ألم تسمع أنه قد قال : "أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه؟ ".

ثم قال ابن بطَّال (٢): فإن قيل: هذا أيضًا يدل على التردد في أمره.

فالجواب أنه قد وقع الشكُّ في أنَّه الدَّجال الذي يقتله عيسى ابن مريم، ولم يقع الشك في أنه أحد الدجالين الكذابين الذين أنذر بهم النبي في قوله: "إنَّ بين يدي الساعة دجالين كذابين"، وهو في الصحيحين (٣).

وتعقَّبه الحافظ (٤) بأن الظاهر أن حفصة، وابن عمر، أرادا الدجال الأكبر، واللام في القصة الواردة عنهما للعهد لا للجنس، وكذلك حلف عمر وجابر السابق على أن ابن صياد هو الدجال.

وقد أخرج أبو داود (٥) بسند صحيح أن ابن عمر كان يقول: والله لا أشك أن المسيح الدجال هو ابن صياد.

وأخرج مسلم (٦) عن أبي سعيدٍ قال: صحبني ابن صياد إلى مكة فقال: ماذا


(١) في صحيحه رقم (٩٩/ ٢٩٢٧).
(٢) في شرحه لصحيح البخاري (١٠/ ٣٨٧).
(٣) البخاري رقم (٣٦٠٩) ومسلم رقم (٨٤/ ٢٩٢٣).
(٤) في "الفتح" (١٣/ ٣٢٥).
(٥) في سننه رقم (٤٣٣٠).
وهو صحيح الإسناد موقوف.
(٦) في صحيحه رقم (٨٩/ ٢٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>