للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقيت من الناس يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله يقول: "إنه لا يولد له؟ "، قلت: بلى، قال: "فإنه قد ولد لي"، قال: أوَلست سمعته يقول: لا يدخل المدينة ولا مكة؟ قلت: بلى، قال: "فقد ولدت بالمدينة وأنا أريد مكة".

وأخرج مسلم (١) أيضًا عن أبي سعيد أنه قال له ابن صياد هذا: "عذرت الناس ما لي وأنتم يا أصحاب رسول الله، ألم يقل نبي الله: إن الدجال يهودي، وقد أسلمت؟ "، فذكر نحو الأول.

وفي مسلم (٢) أيضًا عن أبي سعيد أنه قال له ابن صياد: لقد هممت أن آخذ حبلًا فأعلقه بشجرة ثم أختنق به مما يقول الناس، يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله ما خفي عليكم يا معشر الأنصار، ثم ذكر نحو ما تقدم وزاد. قال أبو سعيد: حتى كدت أعذره.

وفي آخر كل من الطرق أنه قال: إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن.

قال أبو سعيد: فقلت له: تبًا لك سائر اليوم (٣).

وأجاب البيهقي بأنَّ سكوت النبيّ على حلف عمر يحتمل أن يكون النبيّ كان متوقفًا في أمره، ثم جاءه التثبت من الله تعالى بأنه غيره؛ على ما تقتضيه قصة تميم الداري، وبه تمسك من جزم بأنَّ الدجال غير ابن صياد وطريقه أصحُّ، وتكون الصِّفة التي في ابن صياد وافقت ما في الدَّجال.

وقد أخرج قصة تميم مسلم (٤) من حديث فاطمة بنت قيس.

قال البيهقي: وفيها أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر النبي بخروجهم. وقد خرج أكثرهم وكان الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا قصة تميم. "وقد خطب بها النبي وذكر أن تميمًا أخبره أنه لقي هو وجماعة معه


(١) في صحيحه رقم (٩٠/ ٢٩٢٧).
(٢) في صحيحه رقم (٩١/ ٢٩٢٧).
(٣) مسلم في صحيحه رقم (٩١/ ٢٩٢٧).
(٤) في صحيحه رقم (١١٩/ ٢٩٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>