للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخطابي (١): اختلف السلف في أمر ابن صياد بعد كبره؛ فروي أنه تاب من ذلك القول ومات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا وجهه حتى يراه الناس وقيل لهم: اشهدوا.

وقال النووي (٢): قال العلماء: قصة ابن صيَّاد مشكلة وأمره مشتبه (٣)، ولكن لا شك أنه دجال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي لم يوحَ إليه في أمره بشيء، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة. فلذلك كان لا يقطع في أمره بشيء. انتهى.

وقد أخرج أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (٤) ما يؤيد كون ابن صياد هو الدجال: عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهود فرسخٌ، فكنا نأتيها فنمتار منها، فأتينا يومًا فإذا اليهود يزفنون، فسألت صديقًا لي منهم، فقال: هذا ملكنا الذي نستفتح به العرب، فدخلت فبت على سطح فصليت الغداة؛ فلما طلعت الشمس إذا الوهج من قبل العسكر، فنظرت فإذا هو ابن صياد، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة.

قال الحافظ في الفتح (٥) بعد أن ساق هذه القصة: وعبد الرحمن بن حسان ما عرفته والباقون ثقات.

وقد أخرج أبو داود (٦) بسند صحيح عن جابر قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة، وفتح أصبهان كان في خلافة عمر، كما أخرجه أبو نعيم في تاريخها.

وقد أخرج الطبراني في الأوسط (٧) من حديث فاطمة بنت قيس مرفوعًا: أن الدجال يخرج من أصبهان.


(١) في "معالم السنن" (٤/ ٥٠٣ - ٥٠٤ - مع السنن).
(٢) في شرحه لصحيح مسلم (١٨/ ٤٦).
(٣) في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره.
(٤) في "أخبار أصفهان" (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨) و (٢/ ١٠٧).
(٥) في "الفتح" (١٣/ ٣٢٨).
(٦) في سننه رقم (٤٣٣٢) بسند صحيح.
(٧) في الأوسط رقم (٤٨٥٩) قلت: وأخرجه في الكبير (ج ٢٤ رقم ٩٥٧).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٣٩) وقال: فيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف جدًّا".

<<  <  ج: ص:  >  >>