للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتب التفسير (١).

قوله: (رجلًا من الأنصار) روى أحمد (٢) وابن ماجه (٣) وصححه ابن خزيمة وابن حبان (٤) والحاكم (٥) من حديث أبي سعيد أن الرجل المذكور هو علقمة بن مُجَزِّز، وكذا ذكر ابن إسحاق.

وقيل: إنه عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة. ويجمع بينهما بأن كل واحد منهما كان أميرًا على بعض من تلك السرية.

ويدل على ذلك حديث أبي سعيد الذي أشرنا إليه، ولفظه: "بعث رسول الله علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم، حتى إذا انتهينا إلى رأس غزاتنا إذ كنا ببعض الطريق إذ بطائفة من الجيش وأمّر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر وكان فيه دعابة" الحديث.

وقد بوّب البخاري (٦) على هذا الحديث فقال: باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي.

قوله: (فأوقدوا نارًا … إلخ) قيل: إنه لم يقصد دخولهم النار حقيقة، وإنما أشار بذلك إلى أن طاعة الأمير واجبة، ومن ترك الواجب دخل النار فإذا شق عليكم دخول هذه النار فكيف بالنار الكبرى، وكان قصده أنه لو رأى منهم الجد في ولوجها لمنعهم.

قوله: (لو دخلوها لم يخرجوا منها) قال الداوودي (٧): يريد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء.


(١) عن جابر بن عبد الله، ومجاهد: ﴿أولوا الأمر﴾ أهل القرآن والعلم، وهو اختيار مالك ، ونحوه قول الضحاك. قال: يعني الفقهاء والعلماء في الدين.
[الجامع لأحكام القرآن (٥/ ٢٥٩)].
(٢) في المسند (٣/ ٦٧) بسند حسن.
(٣) في سننه رقم (٢٨٦٣).
(٤) في صحيحه رقم (٤٥٥٨).
(٥) في المستدرك (٣/ ٣٦٠ - ٣٦١).
وهو حديث حسن.
(٦) في صحيحه في كتاب المغازي رقم (٦٤) والباب رقم (٥٩): باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي، ويقال: إنها سرية الأنصاري. الفتح (٨/ ٥٨).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>