للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بين السفر والحضر. ولكنَّه قد أخرج أهل السنن (١) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب" وصححه الحاكم (٢) وابن خزيمة (٣).

وأخرجه أيضًا الحاكم (٤) من حديث أبي هريرة وصححه، وظاهره أن ما دون الثلاثة عصاة: لأن معنى قوله: شيطان، أي: عاص.

وقال الطبري: هذا الزجر زجر أدب وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة، وليس بحرام؛ فالسائر وحده في فلاة، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن [من] (٥) الاستيحاش لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف.

والحق أن الناس يتباينون في ذلك، فيحتمل أن يكون الزجر عنه لحسم المادة فلا يتناول ما إذا وقعت الحاجة لذلك.

وقيل في تفسير قوله: "الراكب شيطان"، أي: سفره وحده يحمله عليه الشيطان، أو أشبه الشيطان في فعله.

وقيل: إنما كره ذلك لأن الواحد لو مات في سفره ذلك لم يجد من يقوم عليه، وكذلك الاثنان إذا ماتا أو أحدهما لم يجد الآخر من يعينه، بخلاف الثلاثة ففي الغالب تؤمن الوحشة والخشية.

وفي صحيح البخاري (٦) عن ابن عمر: "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما


(١) أبو داود رقم (٢٦٠٧) والترمذي رقم (١٦٧٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والنسائي في الكبرى رقم (٨٨٤٩).
(٢) في المستدرك (٢/ ١٠٢) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٣) في صحيحه رقم (٢٥٧٠).
قلت: وأخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٨٦) والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٥٧) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٢٦٧٥) ومالك في "الموطأ" (٢/ ٩٧٨ رقم ٣٥).
وهو حديث حسن.
(٤) في المستدرك (٢/ ١٠٢) وقال: حديث أبي هريرة صحيح على شرط مسلم.
قلت: وأخرجه تمام في "فوائده" رقم (٨٦٠ - الروض البسام).
وهو حديث حسن.
(٥) ما بين الحاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٦) في صحيحه رقم (٢٩٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>