كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[الباب الثالث] باب الوضوء من النوم إلا اليسير منه على إحدى حالات الصلاة - [مذاهب العلماء في النقض بالنوم] - ج: 2 - ص: 214

الحديث أخرجه أيضًا الشافعي في الأم (١)، ومسلم (٢) والترمذي (٣). قال أبو داود (٤): "زاد شعبة عن قتادة على عهد رسول الله ﷺ ". ولفظ الترمذي (٥) من طريق شعبة، "لقد رأيت أصحاب رسول الله ﷺ يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطًا ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون".

قال ابن المبارك (٦): هذا عندنا وهم جلوس.

قال البيهقي (٧): وعلى هذا حمله عبد الرحمن بن مهدي والشافعي.

وقال ابن القطان (٨): "هذا الحديث سياقه في مسلم يحتمل أن ينزل على نوم الجالس، وعلى ذلك نزله أكثر الناس، لكن فيه زيادة تمنع من ذلك رواها يحيى القطان عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: "كان أصحاب رسول الله ﷺ ينتظرون الصلاة فيضعون جنوبهم فمنهم من ينام ثم يقوم إلى الصلاة").

وقال ابن دقيق العيد (٩): "يحمل على النوم الخفيف، لكن يعارضه رواية الترمذي التي ذكر فيها الغطيط، وقد رواه أحمد من طريق يحيى القطان، والترمذي عن بندار بدون يضعون جنوبهم. وأخرجه بتلك الزيادة البيهقي (١٠) والبزار والخلال".

---

(١) (١/ ٧١ رقم ٢٥٦).
(٢) (١/ ٢٨٤ رقم ١٢٥/ ٣٧٦).
(٣) في سننه (١/ ١١٣ رقم ٧٨) وقال: هذا حديث حسن صحيح. قلت: وأخرجه البيهقي (١/ ١١٩) وعبد الرزاق في "المصنف" (١/ ١٣٠ رقم ٤٨٣) وابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ١٣٢) وأحمد (٣/ ٢٦٨) والبغوي في شرح السنن (١/ ٣٣٨ رقم ١٦٣) وهو حديث صحيح بطرقه.
(٤) في السنن (١/ ١٣٨).
(٥) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (١/ ١١٦).
(٦) قال ابن المنذر في "الأوسط" (١/ ١٥١): "وحكي عن ابن المبارك أنه كان يقول: فيمن نام وهو قاعد مستند لا وضوء عليه".
وكذلك حكاه عنه الرمذي في السنن (١/ ٨١) والبغوي في شرح السنة (١/ ٣٣٨).
(٧) في السنن الكبرى (١/ ١٢٠).
(٨) في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٥٨٩).
(٩) ذكره الحافظ في "التلخيص" (١/ ١١٦).
(١٠) في السنن الكبرى (١/ ١٢٠).