للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله : لم يكذب إبراهيم [النبي] (١) إلا ثلاث كذبات: ثنتين في كتاب الله تعالى قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ (٢)، وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ (٣) وواحدة في شأن سارة، الحديث.

قوله: (فائذن لي فأقول) أي: أقول ما لا يحلُّ في جانبك.

قوله: (عَنَّانا) بفتح العين المهملة، وبتشديد النون الأولى: أي كلفنا بالأوامر، والنواهي.

وقوله: (سألنا الصدقة) أي: طلبها منَّا لنضعها مواضعها.

وقوله: (فنكره أن ندعه … إلخ) معناه نكره فراقه.

والحديث المذكور قد استدلَّ به على جواز الكذب في الحرب، وكذلك بوّب عليه البخاري باب الكذب في الحرب (٤).

قال ابن المنير (٥): الترجمة غير مطابقة؛ لأنَّ الذي وقع بينهم في قتل كعب بن الأشرف يمكن أن يكون تعريضًا؛ ثم ذكر أن الذي وقع في حديث الباب ليس فيه شيءٌ من الكذب، وأنَّ معنى ما في الحديث: هو ما ذكرناه في تفسير ألفاظه، وهو صدق.

قال الحافظ (٦): والذي يظهر أنه لم يقع منهم فيما قالوه شيءٌ من الكذب أصلًا، وجميع ما صدر منهم تلويح كما سبق، لكن ترجم - يعني البخاري - لقول محمد بن مسلمة أولًا: ائذن لي أن أقول، قال: قل، فإنه يدخل [فيه] (٧) الإِذن في الكذب تصريحًا وتلويحًا.

قوله: (إلا في الحرب إلخ) قال الطبري (٨): ذهبت طائفةٌ إلى جواز الكذب لقصد الإِصلاح، وقالوا: إن الثلاث المذكورة، كالمثال، وقالوا: إنَّ الكذب المذموم إنما هو فيما فيه مضرَّةٌ وليس فيه مصلحةٌ.


(١) ما بين الحاصرتين سقط من (ب).
(٢) سورة الصافات، الآية: (٨٩).
(٣) سورة الأنبياء، الآية: (٦٣).
(٤) (٦/ ١٥٨ - ١٥٩ رقم الباب ١٥٨ مع الفتح).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٥٩).
(٦) في "الفتح" (٦/ ١٥٩).
(٧) في المخطوط (ب): (في).
(٨) ذكره الحافظ في "الفتح" (٥/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>