للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ويحتمل أن تكون (إذًا) زائدة، كما قال أبو البقاء: إنها زائدة في قول الحماسي (١):

إذًا لقَامَ بنصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ

في جواب قوله:

لَوْ كُنْتُ مِنْ مازنٍ لم تُسْتَبَح إبلي (٢)

قال (٣): والعجب ممن يعتني بشرح الحديث، ويقدم نقل بعض الأدباء على أئمة الحديث وجهابذته، بذاته، وينسبون إليه الغلط والتصحيف؟ ولا أقول إن جهابذة المحدثين أعدل وأتقن في النقل، إذ يقتضي المشاركة بينهم، بل أقول: لا يجوز العدول عنهم في النقل إلى غيرهم، وقد سبقه إلى مثل ذلك القرطبيُّ في


(١) أي: لأبي تمام الطائي: قريط ابن أنيف العنبري التميمي، شاعر جاهلي.
قال عبد القادر البغدادي في "خزانة الأدب" (٧/ ٤٤٦): "إنه إسلامي من شعراء الحماسة، قاله الخطيب التبريزي في الحماسة".
وانظر: شرح ديوان الحماسة للتبريزي (١/ ٥ - ١١).
(٢) البيتان أول أبيات ثمانية هي أول كتاب "الحماسة" (١/ ٥، ٧) للتبريزي.
وتمام البيتين:
لو كُنْتُ مِنْ مازنٍ لَمْ تُسْتَبَح إبلي … بَنْو اللَّقِيطَةِ من ذُهْلِ بن شَيْبَانَا
إذَنْ لقام بنصري مَعْشَرٌ خشنٌ … عند الحَفِيْظَةِ إنْ ذُو لَوْثَةٍ لانا
وانظر: شرح أبيات مغني اللبيب، لعبد القادر البغدادي (١/ ٨٣ - ٨٤) الشاهد رقم (٢٠).
وشرح شواهد المغني للسيوطي (١/ ٦٨) الشاهد رقم (١٧).
وشرح الكافية (٣/ ٤١٠ - ٤١١).
• قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أغار ناسٌ من بني شيبان على رجل من بني العنبر، يقال له: قُريط بن أُنيف. فأخذوا له ثلاثين بعيرًا فاستنجد قومه فلم ينجدوه، فأتى مازن تميم فركب معه نفرٌ، فأطردوا لبني شيبان مائة بعير فدفعوها إليه، فقال الأبيات وبعدها:
قومٌ إذا الشّرُ أبدى ناجِذَيْهِ لهم … طاروا إليه زَرَافاتٍ ووحْدانا
لا يسألون أخَاهُمْ حين يندُبُهمْ … في النائبات على ما قالَ بُرْهانا
وانظر: "خزانة الأدب" (٧/ ٤٤١، ٤٤٣).
وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٢٣.
والبيتان من شواهد مغني اللبيب (١/ ٢١) الشاهد رقم (٢٠).
(٣) أي: الطيبي في شرحه لمشكاة المصابيح (٨/ ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>