للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخرج من طريق معاذ بن هانئ حدثنا محمد بن طلحة، فقال فيه: عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله فذكر المرفوع دون ما في أوله، وكذا أخرجه هو والنسائي (١) من طريق مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب عن أبيه ولفظه: "أنه ظن أن له فضلًا على من دونه" الحديث.

ورواه عمرو بن مرَّة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، مرفوعًا أيضًا لكنه اختصره، ولفظه: "ينصر المسلمون بدعاء المستضعفين"، أخرجه أبو نعيم في ترجمته في الحلية (٢) من رواية عبد السلام بن حرب عن أبي خالدٍ الدالانيِّ، عن عمرو بن مرة وقال: غريب من حديث عمرو تفرد به عبد السلام.

والمراد بقوله: "رأى سعد"، أي: ظنَّ كما هو رواية النسائي (١).

قوله: (على من دونه) أي من أصحاب رسول الله ، كما هو مصرح به في رواية النسائي (١) أيضًا، وسبب ذلك ما له من الشجاعة والإِقدام في ذلك الموطن.

قوله: (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) قال ابن بطال (٣): تأويل الحديث: أن الضُّعفاء أشدُّ إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خشوعًا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا.

وقال المهلب (٤): أراد بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهوّ على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة.

وقد روى عبد الرزاق (٥) من طريق مكحول في قصة سعدٍ هذه زيادةً مع إرسالها، فقال: "قال سعد: يا رسول الله أرأيت رجلًا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره؟ " فذكر الحديث.

وعلى هذا فالمراد بالفضل: إرادة الزيادة من الغنيمة، فأعلمه : أن سهام المقاتلة سواءٌ، فإن كان القويُّ يترجح بفضل شجاعته، فإنَّ الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه.


(١) في سننه رقم (٣١٧٨) وهو حديث صحيح.
(٢) في "الحلية" (٥/ ١٠٠).
(٣) في شرحه لصحيح البخاري (٦/ ٩٠).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٨٩).
(٥) في "المصنف" رقم (٩٦٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>