للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الإسماعيلي (١): يلزم البخاري إخراجه، فقد أخرج نظيره، وغاية ما قدح به في الحديث أنه حدث به مروان عروة، فاستراب بذلك عروة فأرسل مروان إلى بسرة رجلًا من حرسه، فعاد إليه بأنها ذكرت ذلك، والواسطة بين عروة وبسرة إما مروان وهو مطعون في عدالته (٢)، أو حَرَسِيِّه (٣) وهو مجهولٌ.

والجواب: أنه قد جزم ابن خزيمة (٤) وغير واحد من الأئمة بأن عروة سمعه من بسرة، وفي صحيح ابن خزيمة (٥) وابن حبان (٦) قال عروة: فذهبت إلى بسرة فسألتها فصدَّقته، وبمثل هذا أجاب الدارقطني (٧) وابن حبان (٨).

قال الحافظ (٩): "وقد أكثر ابن خزيمة وابن حبان (١٠) والدارقطني (١١)


(١) هو أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو بكر الإسماعيلي، حافظ من أهل جُرجان من مؤلفاته: "المعجم" و"الصحيح" و"مسند عمر"، ولد سنة (٢٩٧ هـ) وتوفي (٣٩١ هـ).
انظر: "اللباب في تهذيب الأنساب" (١/ ٥٨).
(٢) قال ابن حزم في "المحلى" (١/ ٢٣٦): "مروان ما نعلم له جِرْحَةً قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير . ولم يلقه عروة إلَّا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شكَّ فيه" اهـ.
وقال ابن حبان في "صحيحه" (٣/ ٣٩٧): "وأما خبرُ بُسرة الذي ذكرناه، فإن عُروةَ بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم، عن بُسرة، فلم يُقنِعْهُ ذلك حتى بعثَ مروان شرطيًا له إلى بسرة فسألها، ثم أتاهم، فَأخبرهم بمثل ما قالت بُسْرَةُ، فسمِعَه عروة ثانيًا عن الشُّرطي، عن بُسرة، ثم لم يُقنِعه ذلك حتى ذهب إلى بُسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة، عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطيُّ كأنهما عاريتانِ يُسقطانِ من الإسناد" اهـ.
(٣) الحَرَسِيّ: واحد الحُرَّاس لحرس السلطان، وإنما قيل فيه: حرسيّ لأنه صار اسم جنس فنُسِبَ إليه، ولا تقل حارس إلا أن تذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس.
انظر: "لسان العرب" (٣/ ١٢٢).
(٤) في "صحيحه" (١/ ٢٣) قال: "وقول الشافعي أقول. لأن عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهم بعض علمائنا أن الخبر واه لطعنه في مروان" اهـ.
(٥) في "صحيحه" رقم (٣٣).
(٦) في "صحيحه" (٣/ ٣٩٨ رقم ١١١٤).
(٧) في "سننه" (١/ ١٤٦ رقم ١).
(٨) في "صحيحه" (٣/ ٣٩٧) كما تقدم نقله آنفًا.
(٩) في "التلخيص الحبير" (١/ ١٢٢ - ١٢٣).
(١٠) "صحيحه" رقم (١١١٢ و ١١١٣ و ١١١٤ و ١١١٥ و ١١١٦ و ١١١٧).
(١١) في "سننه" (١/ ١٤٦ - ١٤٧ رقم ١ و ٢ و ٣ و ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>