للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج ابن أبي (١) شيبة وابن المنذر (٢) وابن أبي حاتم (٣) عن عليّ كرّم الله وجهه أنه قال: "النرد والشطرنج من الميسر".

وأخرج عنه عبد بن حميد (٤) أنه قال: "الشطرنج ميسر العجم".

وأخرج عنه ابن عساكر أنه قال: "لا يسلم على أصحاب النردشير والشطرنج".

قال ابن كثير (٥): والأحاديث المروية فيه لا يصحّ منها شيء، ويؤيد هذا ما تقدم من أن ظهوره كان في أيام الصحابة، وأحسن ما روي فيه ما تقدم عن عليّ كرّم الله وجهه، وإذا كان بحيث لا يخلو أحد اللاعبين من غنم أو غرم فهو من القمار، وعليه يحمل ما قاله عليّ أنه من الميسر (٦).

والمجوّزون له قالوا: إن فيه فائدة وهي معرفة تدبير الحروب ومعرفة المكايد فأشبه السبق والرمي. قالوا: وإذا كان على عوض فهو كمال الرهان، وقد تقدم حكمه، ولا نزاع أنه نوع من اللهو الذي نهى الله عنه، ولا ريب أنه يلزمه إيغار الصدور وتتأثر عنه العداوات، وتنشأ منه المخاصمات، فطالب النجاة لنفسه لا يشتغل بما هذا شأنه، وأقل أحواله أن يكون من [المشتبهات] (٧)، والمؤمنون وقافون عند الشبهات.


(١) في "المصنف" (٨/ ٥٤٨).
(٢) كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٦٨).
(٣) في تفسيره (٤/ ١١٩٦ رقم ٦٧٤٦ و ٦٧٥١).
(٤) كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٦٨).
• قلت: لا يصح من هذه الأحاديث شيء.
(٥) في "إرشاده" (٢/ ٤١٨).
(٦) قال الشوكاني في "السيل الجرار" (٣/ ٥٦٥ - ٥٦٦) بتحقيقي: "أقول: لم يرد في هذا بخصوصه ما يصلح للعمل عليه والاحتجاج به إثباتًا أو نفيًا، ولعل سبب ذلك تأخرُ ظهور هذه الآلةِ - الشطرنج - عن البعثة النبوية، ولكنه قد ورد ورودًا متكاثرًا عن جماعة من الصحابة والتابعين أنها مندرجةٌ تحت قوله : ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ﴾ [المائدة: ٩٠] الآية. وقد ذكرتُ ذلك في تفسيري الذي سميته: "فتح القدير" (٢/ ٧٧ - ٨٠) فليرجع إليه، وهو قيد التحقيق لصالح دار ابن الجوزي - الدمام. ولا شك أن الشطرنج من أعظم ما تنشأ بسببه العداوة وإحراجُ الصدور والخصومات". اهـ.
(٧) في المخطوط (ب): المتشابهات.

<<  <  ج: ص:  >  >>