قال سفيان: قلت لعلي بن بذيمة: "ما الكوبة؟ قال: الطبل". الثانية: عن عبد الكريم الجزري عن قيس بن حبتر بلفظ: "إنّ الله حرّم عليهم الخمر، والميسر والكوبة - وهو الطبل - وقال: كل مسكر حرام". أخرجه أحمد (١/ ٢٨٩) وفي "الأشربة" رقم (١٤) والطبراني رقم (١٢٦٠١) والبيهقي (١٠/ ٢١٣). قال الألباني في "تحريم آلات الطرب" ص ٥٦: "هذا إسناد صحيح من طريقه عن قيس هذا، وقد وثقه أبو زرعة، ويعقوب في المعرفة" (٣/ ١٩٤) وابن حبان في "الثقات" (٥/ ٣٠٨) والنسائي، والحافظ في "التقريب" واقتصر الذهبي في "الكاشف" على ذكر توثيق النسائي، وأقرّه. وصححه أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" في الموضعين (٤/ ١٥٨، ٢١٨) أعله ابن حزم بجهالة تابعيّه (قيس بن حبتر النهشليّ) وهذا من ضيق عطفه وقلّة معرفته، فقد وثقه جمع من المتقدمين والمتأخرين. قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (٣/ ٤٤٦) وقال ابن حزم: مجهول وهو نهشليٌّ من بني تميم. القسم الثاني: وهو ما لم يقف عليها منها أو وقف على بعض طرقها دون البعض. (منها): حديث أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" تقدم تخريجه، وهو حديث صحيح. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله ﷺ: "إنِّي لم أنه عن البكاء، ولكنّي نهيتُ عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة - لهو ولعب - ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة ولطم وجوه، وشق جيوب ورنة شيطان" تقدم تخريجه وهو حديث حسن لغيره. قال ابن حزم في "المحلى" (٩/ ٥٧ - ٥٨) وفي رسالته (ص ٤٣٥ ضمن مجموع رسائله): "لا يدرى من رواه". فهذا دليل على صحة قول الحافظ ابن عبد الهادي في ابن حزم: "وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه وعلى أحوال الرواة". انظر: "آلات الضرب" (ص ٥٤، ٩٠). ومنها أحاديث لم يذكرها: ١ - ما أخرجه البيهقي (١٠/ ٢٢٢) بإسناد حسن رجاله ثقات عن قيس بن سعد ﵁ =