للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشعبي عن عديّ بمثله، فوجب حمل حديث عديّ، يعني على نحو ما تقدم في الباب الأول.

وحديث أبي ثعلبة الثاني أخرجه أيضاً النسائي (١) وابن ماجه (٢) وأعلَّه البيهقي (٣)، وقد تقدم الكلام على حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

قوله: (إلا أن يأكل الكلب فلا تأكل)، قد تقدم البحث عن هذا وما عارضه من حديث أبي ثعلبة المذكور مبسوطاً في الباب الذي قبل هذا فليرجع إليه (٤).

قوله: (وكل ما ردّت عليك يدك)، أي: كُلْ كُلَّ ما صدته بيدك لا بشيء من الجوارح ونحوها.

قوله: (كلاباً مكلبة) يحتمل أن يكون مشتقاً من الكلْب بسكون اللام اسم العين، فيكون حجة لمن خصّ ما صاده الكلب بالحلّ إذا وجد ميتاً دون ما عداه من الجوارح، كما قيل في قوله تعالى: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ (٥).

ويحتمل أن يكون مشتقاً من الكلَب بفتح العين، وهو مصدر بمعنى التكليب وهو التضرية، ويقوّي هذا عموم قوله: ﴿مِّنَ الجَوَارِحَ مُكَلِّبِينَ﴾ (٥)، فإن الجوارح المراد بها الكواسب على أهلها وهو عامّ.

قوله: (ذكيّ وغير ذكيّ) فيه دليل: على أنه يحلّ ما وجد ميتاً من صيد الكلاب المعلمة وهو مجمع عليه فيما عدا الكلب الأسود كما تقدم.

واختلف العلماء فيما عداه من السباع كالفهد، والنمر، وغيرهما، وكذلك الطيور، فذهب مالك (٦) إلى أنها مثل الكلاب. وحكاه ابن شعبان عن فقهاء الأمصار وهو مرويّ عن ابن عباس.


(١) في سننه رقم (٤٢٦٦).
(٢) في سننه رقم (٣٢٠٧).
(٣) في السنن الكبرى (٩/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٤) الباب الثاني عند الحديث رقم (٣٦١٣) من كتابنا هذا.
(٥) سورة المائدة، الآية: (٤).
(٦) قال القاضي عبد الوهاب المالكي في "عيون المجالس" (٢/ ٩٦٣ - ٩٦٥) رقم (٦٧٣) مسألة: "وكل جارحة يمكن الاصطياد بها، فإذا علمت جاز الاصطياد بها، وكل =

<<  <  ج: ص:  >  >>